يقدم فيلم
“Mother”
إنتاج عام 2017 تأليف وإخراج “دارين أرونوفسكي” ،سردا سورياليا مصورا يدور في مخيلة أي كاتب أو شاعر أو رسام في أي زمن من الازمنة.
المرأة الملهمة “جنيفر لورانس” والكاتب المبدع “خافيير بارديم” يعيشان داخل بيت كبير جميل قامت الملهمة بنفسها بترتيبه وتجهيزه، والبيت ماهو إلا مخيلة الكاتب التي استحوذت عليها المرأة، حيث نرى الجدران تتنفس والارضيات تتألم وتنزف دماء عندما يقع أحد الحوادث نتيجة اصطدام أفكاره.
تبدأ مخيلة الكاتب بنسج الأفكار فتنتج أشخاصا هم أبطال رواياته
“Ed Harris” و “Michelle Pfeiffer”
والكثير غيرهم، يدخلون المنزل ويعبثون باغراضه ويكسرون قلب زجاجي كان يقدسه الكاتب وينغصون الحياة الهادئة الجميلة التي ينعم بها الأديب مع ملهمته إلى أن تخيره المرأة بينها وبين بنات أفكاره.
عندئذ يتفجر الحب الكامن بينهما ليلد طفلا جميلا، تتلقفه أيدي المعجبين منذ ولادته، ومن شدة إعجابهم يمزقون جلده ويشربون دمه وهم منتشون ، والطفل ماهو إلا الرواية أو الإبداع الذي يقدمه الفنان وملهمته الفاتنة، والذي ينال عليه الفنان أسمى آيات الإعجاب والتقدير ويرتقي بذاته إلى تقديس النفس ناسيا دور ملهمته التي سيهجرها لاحقا ،باحثا عن ملهمة جديدة ،طبعا بعد أن يشق جسدها ويحتفظ بقلبها الذي هو عبارة عن ذكرى الحب الجميل الذي جمعهم، ولا يكسره إلا أبطال رواية جديدة خرجوا من جوف ملهمة أخرى.
الفيلم بمجمله يتحدث بطريقة مبتكرة عن جموح وجنون الأدباء والفنانين، وطرقهم الغامضة لتقديم إبداعهم بعد أن يتشربوا الحب والجمال من علاقة ما.
على صعيد الأداء فقد وجدته متواضعا قياسا إلى الأسماء الكبيرة التي تلعب دور البطولة، أما على صعيد الإخراج والمؤثرات المرئية والصوتية فقد كان الفيلم في القمة.
فيلم
“Mother”
لم ينجح جماهيريا وهذا شيء متوقع، لكنه يقدم وجبة سينمائية دسمة لعشاق الفن السابع.