
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم
“Elvis”
إنتاج عام 2022 تأليف “باز لورمان” و”جيريمي دونر” وإخراج “باز لورمان” ،السيرة الذاتية للمغني الأسطورة الفيس بريسلي “اوستين باتلر” يرويها مدير أعماله الكولونيل توم باركر “توم هانكس” في رحلة انتهت مبكرا حملت في طياتها الكثير من الإبداع والنجاح والانكسار والألم.
نشأ الفيس الصغير فقيرا في ضواحي الميسيسيبي لأسرة متدينة تنتقل إلى مدينة ممفيس حيث يتردد هناك على شارعها الشهير “بيل ستريت “منشأ موسيقى البلوز التي اشتهر السود بادائها، بالإضافة إلى الكنائس الشهيرة بروحانية وعاظها وحماستهم المليئة بالرجاء والألم.
بعد بلوغه يجد الفيس موسيقاه الخاصة التي هي عبارة عن خليط من الكاونتري والبلوز مع كثير من الإحساس والتأثر والتي أسماها “الروك أند رول”، تصل مسامعها إلى مدير أعمال أحد الفنانين المعروفين هانك سنو “ديفيد ونهام” وهو توم باركر الذي يجد فيه نجم الغد والدجاجة التي ستبيض له ذهبا ليصرفه على ملذاته وقماره، فيتبناه فنيا مستغلا قلة خبرته وضعف والده فيرنون “ريتشارد روكسبورغ” ويحاول تدجينه وتحويله إلى علامة تجارية بعيدا عن أي قيمة أو أخلاقية ،انطلاقا من محاولة تجريده من تميزه واسلوبه الجريء والجامح، مرورا إلى منعه من الاعتراض على التفرقة العنصرية السائدة انذاك في بعض ولايات الجنوب، وانتهاء بمنعه من السفر لعولمة اسمه وفنه في أشهر مدن العالم بعد صفقة ابرمها مع مالك أحد الفنادق الضخمة في لاس فيغاس.
رغم زواجه من حبيته الجميلة بريسيلا “اوليفيا دي يونغ” وانجابه لطفلة ونجاحه الهائل، ينهار ألفيس تحت الضغوط متأثرا بوفاة والدته المبكرة غلاديس “هيلين تومسون” ويصبح عبدا للحبوب المخدرة.
الفيلم ضخم الإنتاج مليء بالمؤثرات الجميلة التي تتماهى مع سحر ألفيس وإبداعه، مع نجاح باهر للبطل “اوستين باتلر” الذي أدى الشخصية بإتقان في كل جوانبها وهو من أبرز المرشحين لجائزة الأوسكار.
الفيلم أوفى حق الأسطورة التي تحدث عنها، ووثيقة فنية يتعلم منها الكثيرون.