
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم
“Causeway”
إنتاج عام 2022 قصة “إليزابيث ساندرز” تأليف “اوتيسا موشفيغ” و”لوك جيوبيل” وإخراج “ليلا نيوغباور” ،تحليلا نفسيا واجتماعيا لشخصية باتت نمطية لكثير من الفتيات الأميركيات الراغبات بالاستقلال والتحرر العائلي والاجتماعي.
لينساي “جينيفر لورنس” مجندة في الجيش الأميركي في العشرينات من عمرها، اختارت الخدمة العسكرية والسفر بعيدا ليس فقط بسبب وطنيتها بل هربا من شخصية والدتها القوية غلوريا “ليندا اموند” والتي تتدخل في تفاصيل حياتها لتختار عنها عملها وأصدقائها في كثير من الأحيان.
تعود لينساي إلى الوطن في فترة نقاهة إثر تعرضها لاصابة قوية قد تبعدها عن العمل في الجيش بسبب هجوم إرهابي في أفغانستان، تتعرف إلى ميكانيكي السيارات جيمس اوكوين “بريان تاير هنري “الذي كان هو نفسه ضحية لحادث سير أليم منذ سنوات تسبب في هجر خطيبته له إثر فقدان أخيها في الحادث عندما قاد سيارته مخمورا.
يتشارك الزوج المأساة محاولين تضميد جراح نفسيهما، ويدعو جيمس لينساي لعدم الهروب مجددا ومجابهة ضغوط والدتها ودعم أخيها المسجون بسبب ادمانه على المخدرات والذي يشكل ضحية مزدوجة لتسلط والدته وهروب أخته الكبيرة.
الأداء جيد من “جينيفر لورنس” ،وبالرغم من إبداع “بريان تاير هنري” في أداء دور الرجل المنكسر العاطفي والذي تجسد في ترشيحه عنه لجائزة الأوسكار، إلا أنني أرى أن الدور كان يتطلب شخص أكثر وسامة حتى يشد لينساي الجميلة ويدفعها للبقاء بجانبه.
الفيلم لن يفهمه إلا من عانى من مشاكل عائلية دفع ثمنا غاليا من سنوات حياته وصحته لأجلها، وهو من الأفلام الجيدة والهادفة.