
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
ينتقد فيلم
“And Your Mother Too”
إنتاج عام 2001 تأليف “كارلوس كوارون” و”ألفونسو كوارون” وإخراج “ألفونسو كوارون” ،التفاوت الطبقي في المكسيك في كوميديا جنسية اجتماعية هادفة.
طبقة الأثرياء الممثلة بالمراهقين تينوش “دييغو لونا” وخوليو “غايل غارسيا برنال”، همها الوحيد ملذاتها الجنسية مع عشيقتيهما أنا “أنا لوبيز ميركاتو “وسيسيليا “ماريا أورا “،بالإضافة إلى تعاطيهما للحشيش وادمانهما للميوعة والكذب وهدر المال.
أيضا تمثل هذه الطبقة بالسيدة الشابة لويزا “ماريبل فيردو” المصدومة والملتاعة من خيانة زوجها خانو” خوان كارلوس موريلينا” لها، والباحثة عن طريقة ترد فيها الاعتبار لروحها المهانة وترضي نفسها المغبونة، وتجد الحل في رحلة ساحلية مع تينوش وخوليو.
في الرحلة المنشودة يقيم أطرافها الثلاثة علاقة جنسية مع بعضهم، تثير غيرة المراهقين أولا وتدفعهما للاعتراف لبعضهما بأسرار تظهر مدى هشاشة وضعف صداقتهما الشكلية.
سيناريو وحوار الفيلم نقطة قوة كبيرة له، يضم تفاصيل ممتعة تكشف حجم التناقض بين حياة المرفهين المهتمين بتفاصيل تافهة وحتى مقرفة عن حياتهم الشخصية والجنسية، وبين حياة الفقراء الباحثين بكل جدية وعمق عن لقمة عيشهم، والملاحقين من قبل السلطات التي تقمع بعنف أي احتجاج سلميا كان أم عنيفا، وفي هذا المجال نجد كلمة لويزا للمراهقين التي تلخص رسالة الفيلم “أنتم تضعون القوانين، وأنتم أول من يخالفها”.
يستعين المخرج بمهارة برموز بصرية تخدم مضمون المشهد مثل الصليب المائل إلى الدجاج الجائع إلى الخنازير القذرة وغيرها، والمشاهد الجنسية القوية موظفة دراميا في إطارها الصحيح الذي يظهر مدى انشغال طبقة الأثرياء بمتعتهم ولذتهم على حساب أخلاقهم وسمو روحهم.
الفيلم من الأفلام الجيدة في صورته ومضمونه، ويبقى السر الخطير الذي تحمله لويزا حتى نهاية الفيلم، رمزا لتساوي جميع البشر مهما اختلفت أوضاعهم وميولهم.