الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم
“Aftersun”
إنتاج عام 2022 تأليف وإخراج “شارلوت ويلس”، مشاهد من عطلة صيفية أوائل القرن الحالي لأب شاب وطفلته تعبر عن شخصيتهما ومضمون علاقتهما وترسم لمستقبلهما بطريقة رشيقة وشفافة.
كالوم باترسون “بول ميسال” أب ثلاثيني منفصل عن زوجته، يعاني من مشاكل في الثقة بالنفس متردد حينا وخجول حينا آخر ويمارس بعض الرياضات الشرقية الروحانية لتساعده في ضبط ذاته، يصطحب طفلته المحببة صوفي “فرانكي كوريو” لعطلة استجمام في تركيا، صوفي ابنة أحد عشر عاما تدق أبواب المراهقة، تراقب نظرائها من المراهقين بفضول وهم يتداعبون ويتحابون.
لكالوم شخصية مركبة، حيث يحاول إخفاء انطواءه وخجله عن طفلته ليمارس دور الأب المثالي، فنراه يتهرب من الغناء معها جهارا ثم يختبر رغبتها في تعلم الغناء، كما أنه ينسحب من شراء السجادة غالية الثمن أمامها ثم يعود بمفرده ليشتريها، ثم يطلب من ابنته الرقص الجامح في تحدي لطفولتها وبراءتها.
صوفي بالمقابل فتاة ذكية تدرك كل ما سبق، تحاول أن تخرج أبيها من عزلته، وتسعده في كل أوقاته، من دون أن تنسى أن تبدأ حياتها الشخصية ببعض القبل البيضاء مع صديقها مايكل “بروكلين تولسن”.
الإخراج كانت نقطة قوة في الفيلم، حيث كان أمينا على المرحلة الزمنية وعناصر المكان، من أجهزة التصوير والاتصال إلى وسائط النقل، حتى النقود المتداولة في تركيا ذلك الزمن، من دون أن يهمل التفاصيل البصرية التي تغني مضمون الفيلم والعلاقة بين أبطاله ،حيث نجد السجادة التركية بعد عشرين عاما في منزل صوفي الأم “سيليا رولسون-هول” بمعنى الأثر الذي تتركه الأسرة على نفوس الأبناء مهما اختلفت طباعهما.
فيلم
“Aftersun”
من الأفلام جيدة المستوى أداء وإخراجا.
