يطرح فيلم “نوارة” إنتاج 2015 وإخراج هالة خليل، قضية غاية في الأهمية وهي أن أول ضحايا ثورات الشعوب المستضعفة هي الشعوب نفسها وبالأخص الطبقات الفقيرة والمسحوقة منها، القصة بسيطة لكن معبرة، نوارة بنت بسيطة تعمل خادمة في أحد منازل المسؤولين الكبار زمن حسني مبارك – والذين غرفوا من قوت الشعب وخيرات البلاد ماتيسر لهم بدون رحمة – وتعول جدتها المريضة ومتزوجة على الورق من أحد أبناء منطقتها لكن فعليا مازالا يبحثان عن عش صغير ليبدأا منه حياة الزوجية، مع اندلاع ثورة يناير ونجاحها أصبح أمثال رب عمل نوارة الهدف الأول للسلطة الناشئة، لكن وبلمح البصر وكما يقال بفركة كعب يقفز أمثال هؤلاء إلى لندن أو باريس أو دبي يتنعمون بما سرقوه أما ضربة الشفافية والمحاسبة والعدالة فيتلقاها أمثال نوارة من البسطاء، محسوبكم كاتب هذه المقالة تواجد في أول مظاهرة خرجت في مدينة اللاذقية عام 2011 وهتف للحرية والعدالة ،أما اليوم يعيش فقيرا في أحد المدن التركية بينما أولاد رامي مخلوف وبثينة شعبان وغيرهم الكثير يقودون الفراري واللامبرغيني في شوارع أوروبا أو دبي، غير ذلك محسوبكم متهم بالارهاب تارة وبالخيانة والضعف
طورا وبانه مسؤول عن الحالة التي وصل إليها، في عودة إلى الفيلم الكاميرا عادية بدون أي تلميحات أو رموز، والأداء التمثيلي متميز من البطلة منة شلبي ومتوسط من بقية الممثلين. في النهاية نوارة لا تمثل نفسها فقط بل تمثل الملايين من المنطقة العربية الذين جابهوا الخوف وحلموا بحياة أفضل فإذا بهم يجابهون بالتخوين والعمالة وسقطوا إلى مادون الصفر.