يقدم فيلم “ميرامار” إنتاج عام 1969 قصة “نجيب محفوظ” سيناريو وحوار “ممدوح الليثي” وإخراج “كمال الشيخ” ،كوميديا اجتماعية تدور داخل بانسيون أو بيت جماعي بين مجموعة من الأشخاص حاول الكاتب تصويرهم كعينات اجتماعية تمثل أغلب مكونات المجتمع في العهد الناصري.
البطلة زهرة “شادية “الفتاة القروية البسيطة والراغبة بالحب والعلم والاستقلالية بعيدا عن التسلط والرجعية، المهندس سرحان البحيري “يوسف شعبان” موظف في أحد المصانع وأحد ابواق السلطة الفاسدين والذي يحاول استغلال النساء لمتعته الشخصية ،عامر وجدي “عماد حمدي” أحد المناضلين القدماء الوطنيين والذين عانوا من التهميش بعد وصول العسكر إلى الحكم، طلبة مرزوق “يوسف وهبي” أحد فلول النظام الملكي المغبونين، حسني علام “أبو بكر عزت” أحد الأثرياء الذين نجوا من الثورة واللعوب الذي يلاحق النساء، منصور باهي “عبد الرحمن علي “الشاب الشيوعي الملتزم الملاحق من السلطات والمغرم بزميلته المتزوجة درية “سهير رمزي” ،وصاحبة البانسيون اليونانية الأصل ماريانا “عصمت رأفت” الجشعة التي تهتم بجيبها على حساب أخلاقها.
الفيلم بالرغم من عده أحد كلاسيكيات السينما المصرية إلا أن حبكته مليئة بالعيوب والثغرات ،بدءا من انجذاب المهندس سرحان بالفتاة القروية البسيطة واستئجاره غرفة في البانسيون ليسكن بقربها وكأن القاهرة قد خلت من النساء، مرورا بمحاولة حسني علام اغتصاب زهرة وتمر المحاولة مرور الكرام دون أي إدانة جدية ويجلس الجميع بقربه في اليوم التالي وكأن شيئا لم يكن، ولم يعطي الفيلم سبب وجود حسني علام أصلا في البانسيون وهو الثري الذي يستطيع شراء شقة وجر ما يحلو له من النساء إليها، وصولا إلى المناضل السابق عامر وجدي الذي يظهر متدينا أكثر من ظهوره بثوب حب الوطن والشعب.
الأداء في الفيلم مقبول باستثناء “عبد الرحمن علي” لاعب الكرة الذي كان اداؤه سيئا، وظهرت “شادية” بوزن زائد لا يخولها سحر كل هؤلاء الرجال في الفيلم.
فيلم “ميرامار” برغم من احتواء كادره على كثير من العظماء تمثيلا وكتابة وإخراجا إلا أنه فنيا متواضع جدا.