يناقش فيلم “مسافر حلب – اسطنبول” أو
“The Guest”
إنتاج عام 2018 تأليف وإخراج
“Andaç Haznedaroğlu”
مأساة اللاجئين السوريين عن طريق قصة خيالية للاجئة اختارت أن التمسك بمبادئها وانسانيتها رغم المصاعب والاهوال.
يبدأ الفيلم بطائرات النظام المروحية ترمي قصاصات ورقية فوق أحد أحياء مدينة حلب الشرقية تأمر المدنيين باخلاء منازلهم، وهي محاولة تجميلية فاشلة للنظام ،فأين سيذهب عشرات الآلاف من السكان لإنقاذ أرواحهم؟ أليس من الاجدى من الدولة السورية تأمين امكنة ينزح إليها هؤلاء الأبرياء ريثما تنتهي عملية القصف ليعودوا ويسكنوا أطلال منازلهم؟ هذا إذا افترضنا أن النظام يقصف الإرهابيين ويستثني المدنيين والحاصل هو أن النظام يمارس إرهاب الدولة على شعبه.
بعد رفض أغلبية سكان الحي لاوامر النظام بالاخلاء لأسباب لم يوضحها الفيلم ،يموت الكثير منهم تحت حطام منازله ومن بينهم أبو مريم “صبا مبارك” و جيرانها الذين هم اب وأم لطفلتين صغيرتين واحدة ترضع والأخرى بعمر عشرة سنوات لينا “روان سكيف”، وتختار مريم رعاية الطفلتين رغم تحذير الغالبية لها بصعوبة المهمة وقساوتها.
يمر اللاجئون على حواجز الجيش الحر الذين يصورهم الفيلم على أنهم سارقين ومغتصبي نساء بطريقة وقحة وفي هذا تجني كبير، ويدخلون تركيا متجهين إلى استانبول.
تبدأ رحلة مريم مع لينا واختها بعد اختيارها أن تكون لهما أما، فتعيشان بشكل جماعي مع عدد آخر من اللاجئين داخل أحد بيوت استانبول، وتتمثل المهمة الأصعب في السيطرة على لينا المندفعة والرافضة ببراءتها الطفولية لوفاة أهلها وإصرارها على العودة إلى بيتها المهدم.
يصور الفيلم الشعب التركي بعدة وجوه منها الإنساني الرفيع الذي يساعد السوريين بكل ما يملك دون مقابل، ومنها المستغل الذي يسعى لتأمين زوجة بشكل شبه مجاني، واللص الكاذب الذي يسرق السوريين ثم يطردهم، وأخيرا الساقط الذي يلهث لاشباع رغباته منهم وهي وجوه حقيقية وموجودة فعلا.
تتمثل بارقة الأمل لدى مريم بوجود عم الطفلتين المقيم في ألمانيا والذي يسعى جاهدا لاحضارهما إلى هناك، مما قد يساعدها هي أيضا في اللجوء إلى هناك.
تجاور مريم عائلة سورية تبيع بنتها القاصر بابخس الأثمان وترميها كزوجة في حضن احد الأتراك وهي تعتقد أنها تعقد زواجا حلالا وهي على أرض الواقع ترتكب أعظم الذنوب.
الحبكة جيدة ومشوقة والحوار رشيق ومناسب والنهاية مؤثرة، أما الأداء فهو مقبول إذا افترضنا أن أغلبية الممثلين من الهواة ومبهر من الطفلة “روان سكيف” التي تمتلك موهبة تمثيلية مميزة.
نقطة الضعف الكبيرة في الفيلم هي الحياد سياسيا وعدم تحميل أي طرف مسؤولية هذه المأساة، وإلقاء الضوء على معاناة اللجوء في رؤية تبقى ناقصة.