يقدم فيلم “ليه يا بنفسج” إنتاج عام 1993 تأليف “رضوان الكاشف” و “سامي السيوي” وإخراج “رضوان الكاشف” ،كوميديا سوداء عن طبقة مدقعي الفقر من المجتمع المصري، سكان العشوائيات والمقابر الذين لا يملكون غير قوت يومهم.
ثلاثة أصدقاء، أحمد “فاروق الفيشاوي” وعباس “نجاح الموجي” وسيد” أشرف عبد الباقي” يتشاركون الحياة معا بافراحها واتراحها يسكنون نفس العشة القديمة وورثوا عربة لبيع المأكولات عن عمة أحمد بعد وفاتها، وترمز العربة إلى رابط محبتهم وصداقتهم المتين.
أحمد ترك العمل للتو في أحد الفنادق الفخمة ومغرم بفتاة جميلة تعمل هناك وهي بمثابة نجمة بعيدة يتبع خطاها، سيد يعمل في أحد مراكز الأبحاث ويطرد منها بعد سرقته لبعض حيوانات التجارب ومغرم بسعاد “بثينة رشوان” بنت الجيران التي بدورها تبادله حب أخوي لأنها مغرمة حتى النخاع بصديقه أحمد، أما عباس أكثرهم واقعية فهو يشاركهم الوقوف على عربة المأكولات ويقود فرقة الزفة التي يشكلونها مع مطرب ضرير يدعى عيد “حسن حسني” هو بمثابة ملاك حارس يصحح هفواتهم ويحفظ علاقتهم الاخوية، ويصدر الأربعة الفرحة للغير رغم حياتهم المريرة وهذا ما يرمز إليه عنوان الفيلم.
نقطة التحول في الفيلم هي ظهور نادية “لوسي” صديقة سارق الحمير فواز “حسني عبد الجليل” و تغرم بأحمد الذي يصدها فتتزوج من عباس لتبقى بقربه وتقوم بالايقاع بين الأصدقاء لترضي غرورها المنكسر.
يسلط الفيلم الضوء على الجانب المظلم من أم الدنيا، حيث الفقر والجهل والمرض ،فنجد شخصية مسعود “سيد عبد الكريم” العربجي الملتاع لفقد ابنه المريض فيتبنى كلب أسود يمنحه بعض العزاء، وشخصية علي “شوقي شامخ” الصديق الثري الذي تورط مع أحد العصابات وأصبحت ثروته عبء عليه لا تمنحه حتى سعادة الثلاثي المرح.
الفيلم متكامل من ناحية الصورة القاتمة مع الحوار الطريف أحيانا والموجع أحيانا أخرى مع أداء تمثيلي جيد وضع الفيلم في مقدمة أفلام التسعينات فنا ومضمونا.