يقدم فيلم “قوة الكلب” إنتاج عام 2021 تأليف وإخراج “جين كامبيون” ، دراما اجتماعية نفسية عن ميول وكبرياء وعنف الإنسان وتسلط طبيعته الذكورية على المجتمع في مرحلة ما.
فيل بوربانك “بنديكت كومبرباتش” مالك ثري لمزرعة من الأبقار متعلم وذكي لكنه مثلي الهوى، منذ موت صديقه ومثله الأعلى برونكو هنري وهو في حالة صراع داخلي حيث يرفض طبيعته المثلية ويدفنها بوابل من الكراهية والعنف والتسلط والقذارة والعنصرية والتنمر خاصة على أخيه المسالم والهادئ جورج “جيسي بليمونز” ، حيث يشكل زواج الأخير من الأرملة الفقيرة والجميلة روز غوردن “كريستين دانست” صدمة كبيرة له حيث يرفضها بشكل قاطع داخل منزل العائلة هي وابنها الوحيد بيتر “كودي سميت ماك في” الضعيف ذا الميول الانثوية والذي يدرس الطب في الجامعة.
مع مرور الأيام يستسلم فيل للأمر الواقع ويتقرب من بيتر محاولا الباسه ثوب راعي البقر المعتاد، فتشتعل بينهما حميمية مفاجئة تخرج فيل قليلا من طوق الذكورية المفرطة الذي أحاط نفسه به، وتعلم بيتر قليلا عن قساوة الحياة وظروفها المعقدة.
الأداء مبهر من جميع الكادر خاصة من بينيديكت كامبرباتش الذي أجاد في أداء شخصيته المركبة كذلك كيرستن دانست التي جعلتنا نحبها ونعطف عليها.
تميز الفيلم بإخراج رائع من جين كامبيون حيث قربتنا لمساتها من معاني الفيلم، حيث نشاهد الجبل رمزا للرومانسية من عين إنسان، وتجسدا لقساوة الطبيعة من عين ثانية، ونجد بيتر أصبح كالحصان المروض في اسطبل فيل، ونجد في النهاية بيتر يحتفظ بهدية فيل كتذكار ثمين وهو يبتسم متصالحا ومحبا لنفسه ومبتعدا عن طبيعة الكلب التي تتحكم بها ردات الفعل الارتجالية العنيفة.
بالإضافة إلى أوسكار أفضل مخرج
برأيي أن فيلم “قوة الكلب” استحق جائزة أفضل فيلم أيضا رغم عدم فوزه بها، ويقدم رسالة إنسانية عميقة الدلالة.