يعالج فيلم “قنديل أم هاشم” إنتاج عام 1968 قصة “يحيى حقي” سيناريو وحوار “صبري موسى” وإخراج “كمال عطية” ،المعتقدات والموروثات الدينية التي تثقل كاهل المجتمع المصري خاصة في صفوفه الخلفية البسيطة، وكيفية التعامل معها والتخلص منها إذا أمكن ذلك.
اسماعيل رجب “شكري سرحان” تلميذ متخرج حديثا في أحد الأحياء الشعبية، يسكن بجوار مزار السيدة” أم هاشم” حفيدة رسول الإسلام، حيث يتم التبرك بضريحها والاستشفاء بزيت قنديلها والطلب من حضرتها على مدار الساعة في عملية إلغاء واضحة لأي إرادة أو جهد إنساني في أي إنجاز يتحقق على مستويات الحياة المختلفة.
والد اسماعيل الحاج رجب “عبد الوارث عسر” يريد أن يجعل منه طبيبا لينهض لاحقا ماديا باسرته الفقيرة، ويتحقق له ذلك بعد بيع أرضه في الريف وإرسال ابنه إلى ألمانيا لدراسة الطب، وبعد سنوات من الكد والتعب يعود اسماعيل إلى بلده وأسرته طبيبا واعيا متعلما بعد أن أثقلت دراسته كاهل أسرته حتى اضطرتها إلى بيع أثاث منزلها.
يصطدم حينئذ اسماعيل بغيببات ومعتقدات محيطه حين يحاول رفعهم مرة واحدة من الجهل إلى العلم ومن الظلام إلى النور الذي يعمي بصيرته رافضين النظر إليه، ومصرين على بركة وشفاعة أم هاشم على طب وعلم ألمانيا، خاصة في حالة علاج خطيبته وابنة عمه فاطمة “سميرة أحمد”.
مغزى الفيلم واضح وهو حالة اعتياد الإنسان على الخطأ حتى أصبح جزءا من حياته، وأصبح تصحيح الخطأ بمثابة إلغاء لحياة الإنسان نفسه، لذلك يأخذ د. اسماعيل بنصيحة زميله د. بهجت “سعد اردش” ويساعد بنت الليل نعيمة “ماجدة الخطيب” مفتتحا عيادة بجانب حلاق الحارة الاسطى حسن “محمد توفيق” ومحاولا التوفيق بين طبه ومعتقدات أهله ليساعده الزمن مستقبلا في تنوير بصيرة البسطاء والطيبين الذين ادمنوا الدعاء وغيبوا عقولهم.
الفيلم استحق بجدارة دخول قائمة أفضل فيلم مصري في القرن العشرين، مع إخراج متميز وأداء رائع من البطل “شكري سرحان”.