لم أعرف بالضبط الهدف والمغزى من فيلم “قابل للكسر” إنتاج عام 2020 تأليف وإخراج” أحمد رشوان” ، حتى العنوان يبدو غامضا، فهل أشار لرقة وحساسية مشاعر المرأة وسهولة جرحها أم لتعقد وتشوش العلاقات الاجتماعية وسهولة تحولها من النقيض إلى النقيض؟
نانسي “حنان مطاوع” شابة ثلاثينية مسيحية تستعد للهجرة إلى كندا حيث يقيم أغلب أفراد عائلتها وللاقامة في وسط أكثر تحررا يناسب شخصيتها القوية والعصرية، تقيم نانسي مع لبنى “رانيا شاهين” وهي مرأة منفصلة عن زوجها حسين “خالد خطاب” وتحاول إجهاض جنينها منه، وبالصدفة البحتة يعمل حسين مع ليلى “فاطمة عادل” أخت لبنى في مجال دبلجة الأفلام ويقيم حسين مع كريم “عمرو جمال” خطيب ليلى الحالي والمغرم حتى النخاع بنانسي، وكأن الخمسة يقيمون على جزيرة معزولة عن باقي البشر!
حبكة الفيلم الأساسية ترتكز على العلاقة بين نانسي وكريم، وهي علاقة حب وعشق من طرف كريم، ومحبة وتأخي من طرف نانسي التي تكبره سنا وتحاول أن تكون اختا كبيرة للجميع بعد فشل علاقتها مع خطيبها السابق.
لا تكتفي نانسي بارشاد كريم واسداء النصح له، بل تركب معه على الموتوسيكل وتزوره في منزله وتدعوه للطبخ معها في منزلها وينام على صدرها حتى بزوغ الصباح، بل وتوبخ خطيبته وخطيبها السابق لاساءتهما الظن بعلاقتهما البريئة!
برأيي الشخصي شخصية نانسي لا تمثل تحرر وتقدمية ولا انحلال وسقوط، بل هي شخصية أفلاطونية مثالية لا تعيش إلا في خيال المخرج، ولا يتغلب فيها الوعي والعقل على الغريزة فحسب بل إن الغريزة مغيبة فيها بالكامل وكأنها تعاني من برود جنسي مزمن، ومن جهة أخرى من يضع نفسه في مواقف مشبوهة في مجتمعات محافظة منفصل تماما عن واقعه ومجتمعه بعكس شخصية نانسي التي تراها مرتبطة ببلدها بحميمية كبيرة!
جانب الأداء هو الجانب الوحيد المضيء في الفيلم حيث نجد أداء راقي ومتزن من “حنان مطاوع” و”رانيا شاهين”.
في النهاية فيلم “قابل للكسر” فيلم ذو حبكة ضعيفة وشخصيات غريبة، يحاول أن يرفع من عقل المرأة ومستوى تفكيرها لكنه يبالغ إلى حد القداسة والملائكية.