فيلم “فيلم ثقافي”

يقدم فيلم “فيلم ثقافي” إنتاج عام 2000 تأليف وإخراج محمد أمين، كوميديا ساخرة عن الكبت الجنسي الموجود في المجتمعات الشرقية نتيجة ضغط العادات والتقاليد والقيم الدينية المتوارثة.
أشرف علاء وعفت “فتحي عبد الوهاب” أحمد عيد “و” أحمد رزق ” ثلاثة شباب في أوائل العشرينات تبحث عن تفريغ طاقتها الجنسية عن طريق الاستمناء وذلك بواسطة أحد افلام البورنو المنسوخ على شريط فيديو تقليدي.
لتتحق المشاهدة ينبغي توافر ثلاثة عناصر، شريط الفيديو جهاز الفيديو وأخيرا مكان المشاهدة البعيد طبعا عن أعين الناس وبخاصة السيدات، تبدأ مهمة إيجاد هذه العناصر في صباح أحد الايام، ويصبح همهم الشاغل بدلا في قضاء يومهم في إنتاج عمل مفيد أو دراسة تغني علمهم.
لتأمين شريط الفيديو يقصدون أحد اصحابهم الذي اصابته قيود المجتمع بالعقد النفسية وأصبح بحاجة لمصح بالوقت العاجل، بعد تأمين شريط توجب إيجاد جهاز فيديو ولأجل ذلك يقصدون أحد الأصدقاء في نهاية الثلاثينات والذي بقي اسيرا لهذه العادات لعدم قدرته ماديا على الزواج، ثم يقصدون المسجد ولا يلبثوا أن يعودوا بالخيبة في إشارة إلى عجز المؤسسات الدينية عن تلبية احتياجات الشباب، وأخيرا ينجحون في الحصول على جهاز نظيف بواسطة صديقهم القبطي.
بعد أن اضاعوا نصف نهارهم لم يبق إلا مكان المشاهدة، ولأجل ذلك ينتقلون من بيت صديقهم المسيحي إلى صالون خاص للمشاهدة إلى مستشفى صديقهم الطبيب – في إشارة إلى عموم الأزمة على جميع الشباب وليس اقتصارها على فئة معينة – ثم إلى اسطبل لتربية الحيوانات حيث يفضل عليهم سايس الاسطبل الحمير التي تستلذ أمامهم بمضاجعة بعضها وهم ينظرون إليها بحسرة في رمزية مؤلمة توضح لأي مدى وصل الهبوط الإنساني في مجتمعاتنا.


مع الوقت يزيد عدد الشباب ويجدون نفسهم بدون قصد في قسم الشرطة متهمين بالانحلال الأخلاقي، عندئذ يقول “فتحي عبد الوهاب” كلمته الشهيرة :”لما يبقى ناس في سننا بتشوف الحاجات دي، إحنا لازم نرفع دعوى على المجتمع”.
في صباح اليوم التالي وبعد اضاعة يوم كامل من حياتهم سدى نجد “أحمد عزمي” يمسك بيد صديقته “روبي” ويدعون الشباب الضائع إلى اللحاق بالقرن الواحد والعشرين، وفي ذلك إشارة واضحة من المخرج إلى الحل الذي تبناه للمشكلة وهو العلاقات الجنسية الطبيعية والتخلي عن القيود الاجتماعية والديتية التي حولت الشباب إلى مخلوقات جائعة جنسيا وشاذة اجتماعيا.
برغم المشاهد المكررة والصدف المفتعلة إلا أن إيقاع الفيلم الغني بالمواقف الطريفة لا يجعلك تشعر بالملل ويقدم وجبة خفيفة وشهية.في النهاية فيلم “فيلم ثقافي” يكشف زيف المجتمع الشرقي الذي يتهم الشباب الساعي لاشباع رغبته الجنسية بالانحلال الأخلاقي وهو أبعد مايكون عن الأخلاق والقيم.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.