فيلم “غزل البنات”

الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب

يقدم فيلم “غزل البنات” إنتاج عام 1949 تأليف “أنور وجدي” و”نجيب الريحاني” و”بديع خيري” وإخراج “أنور وجدي” ،كوميديا غنائية استعراضية مميزة حول قوة الحب الذي يطرق قلب أي إنسان متجاهلا الاختلافات الطبقية والاجتماعية والثقافية في أي مكان وزمان.
الاستاذ حمام “نجيب الريحاني “مدرس لغة عربية أربعيني العمر طيب القلب مهزوز الشخصية يتعرض للسخرية من طالباته ومحيطه، يتم طالبه من مرزوق أفندي “عبد الوارث عسر” أحد خدم الباشا “سليمان بك نجيب” لتعليم ابنته اللاهية ليلى “ليلى مراد” المفتونة بملذات الحياة والتي رسبت في امتحان اللغة العربية.
بعد قبوله للعمل ينبهر أستاذ حمام بحياة البذخ والرفاه في فيلا الباشا، ويطرق حب ابنته الجميلة قلبه الوحيد دون أن تعيره أي اهتمام لأن قلبها معلق بشاب لعوب يدعى أنور “محمود المليجي” ،وازاء ذلك تنتصر مبادئ ومثل الأستاذ حمام على حبه ويضحي بعواطفه في سبيل إخراجها من دوامة الكذب والضياع التي تهددها إلى بر أمان الاستقرار والصدق والحب.
حسنات الفيلم كثيرة أهمها حشد كبير من نجوم ومؤسسي السينما المصرية، كل منهم قام بلمسته الشخصية المتقنة في الفيلم من “زينات صدقي” إلى “ستيفان روستي” إلى “يوسف بك وهبي” حتى “أنور وجدي” ،باستثناء “فريد شوقي” الذي ظهر كأي كومبارس لمجرد الظهور فقط.
تزين الفيلم لوحات غنائية كثيرة شدت بها “ليلى مراد” لحنها بابداع الموسيقار “محمد عبد الوهاب” ولو أنها زادت عن المطلوب لكنها

أسهمت في إيصال فكر الفيلم ومشاعر الأبطال إلى الجمهور بطريقة فنية راقية، بالإضافة إلى الحوار الطريف المناسب لمضمون الشخصية وبيئة الفيلم، من غير أن ننسى الأداء الباهر ل”نجيب الريحاني “الذي قدم أحد أفضل أدوار الكوميديا في السينما المصرية.
نجد في الفيلم مفارقة غريبة، عندما يصل الاستاذ حمام وتلميذته إلى منزل يوسف بك وهبي الساعة الثانية صباحا، ويعلمهم بوجود الموسيقار محمد عبد الوهاب في منزله، وعندما ينظرونه في الغرفة المقابلة نفاجأ بمسرح كبير مع اوركسترا غنائية تعزف أجمل الألحان في مفارقة لا تحصل إلا في الأفلام العربية.
رغم كل شيء فإن فيلم “غزل البنات” استحق دخول قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين، ويعد مثال للفيلم الكوميدي الغنائي الهادف.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.