الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم “غروب وشروق” إنتاج عام 1970 تأليف “رأفت الميهي” وإخراج “كمال الشيخ” ،دراما رومانسية مشوقة عن قمع وظلم البوليس السياسي أوائل خمسينات القرن الماضي عندما كان النظام الملكي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
مديحة “سعاد حسني” بنت عزمي باشا “محمود المليجي” المدللة، وهو من كبار ضباط الأمن السياسي المعروفين بباسهم وسطوتهم، بعد طلاقها من زوجها الأول تبحث عن رجل يحررها من نير تسلط والدها التي تلاحقها في كل مكان، وتأمل ذلك في سمير “ابراهيم خان” طيار وسيم ،لكن بعد زواجها منه يخيب أملها بانصياعه أمام شدة وبأس عزمي باشا.
للطيار سمير صديقين زميله الطيار أمين “صلاح ذوالفقار” والمهندس عصام “رشدي أباظة” ويثق بهما لدرجة خوفه من تعريفهما على زوجته خوفا من أن يخطفاها منه، ونتيجة ضيقها منه تقوم باستدراج المهندس عصام وجره إلى حبالها ليقيما علاقة حميمة دون أن يعرف هويتها الحقيقية، وعند اكتشاف سمير لذلك يرميها في وجه والدها الذي يجد في تصرف صهره إهانة لكبريائه فيقوم بقتله وتزويج عصام من ابنته درءا للفضيحة.
هنا تنشأ علاقة حب حقيقية بين الزوج ويقوم عصام بمساندة زملائه من الضباط الأحرار أمين والصاغ فريد “محمد الدفراوي” بنشر معلومات وفضائح الأمن السياسي لتكون ركيزة من ركائز ثورة يوليو القادمة.
في حبكة الفيلم ثغرة كبيرة متمثلة بالعلاقة بين الرفاق الثلاثة، فكيف من الممكن ائتمان أحدهم الآخر على مستقبل وطنه في حين لا ياتمنون بعضهم على زوجاتهم؟
تألق “سعاد حسني” و” محمود المليجي” في دورهما يشكل نقطة مضيئة في الفيلم لكنها متوقعة نظرا لتاريخهما الحافل.
الفيلم دخل قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين وبنظر الكثيرين أحد كلاسيكيات السينما المصرية ،لكن برأيي ليس سوى بروباغاندا رخيصة للعهد الناصري الذي تبين فيما بعد أن ظلمه وفظائعه تجاوزت العهد الملكي بمراحل.
