الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يتحدث فيلم
“The Eyes of Tammy Faye”
إنتاج عام 2021 تأليف “آبي سيلفيا” وإخراج “مايكل شوالتر” ، عن التجارة الدينية التي درجت في أميركا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي عبر إحدى كبار روادها الواعظة والمغنية والمذيعة تامي فاي.
تامي فاي “جيسيكا شاستين” طفلة مسكينة تعاني من تنمر والدتها وزوج والدتها والمجتمع لأنها ابنة ناتجة عن علاقة طلاق، وتعمل والدتها في الكنيسة كعازفة بيانو لتكسب رزقها بعيدا عن أي إيمان حقيقي، فتحاول الانتقام من المجتمع المحافظ عن طريق استغلاله دينيا وافراغ جيوبه باسم الرب المخلص.
تلتقي تامي فاي في مراهقتها بشريك حياتها جيم باكر يقوم بدوره “اندرو جارفيلد” ويتفقان على الزواج والعمل في الوعظ الديني بغية تأسيس كنيسة خاصة بهما.
ينجح الزوج بعد فترة وجيزة بمساعدة عدد من كبار الواعظين مثل جيري فالويل يقوم بدوره “فنسنت دونوفريو” و بات روبرتسون يقوم بدوره “غابرييل أولدز” في تأسيس شبكة تلفزيونية ضخمة باسم
PTL(Praise the Lord)
تتلقى تبرعات بالآلاف من جيوب الأميركيين لتبني شقق ونوادي وملاعب ترفيهية يجتمع فيها المؤمنون باسم الرب، لكن عملهم الحقيقي كان تجميع ثروة ضخمة وعيش حياة فارهة وهذا أبعد مايكون عن مضمون المسيحية.
كان يجري استغلال كل شيء في حياة الزوج لاستجرار وإثارة عواطف المؤمنين في أميركا وافراغ جيوبهم لخدمة أهداف الشبكة، حتى عندما ابتعد جيم عن زوجته مما تسبب في خيانتها له، سكبت دموعها على الشاشة واعتذرت منه وطلبت الغفران من الرب لتحصل على مزيد من المال تشتري به ثيابا ومعاطفا من الفرو الثمين.
ومثل أي مشروع استغلالي سرعان ما تنهار الشبكة تحت وطأة الديون واتهامات لجيم بالاغتصاب والسرقة ويقضي بقية عمره في السجن، ليكتشف هو وزوجته أن الثروة الحقيقة تكمن في محبة الناس الذين نجحوا في الاستيلاء على ما في جيوبهم لكنهم فشلوا في كسب قلوبهم.
عنوان الفيلم هو عيون تامي فاي التي نراها مطلية بالكحل ونرى وجهها مطليا بالمكياج طول الفيلم مما يرمز إلى كذبها وزيف تدينها الظاهري.
أداء جيسيكا شاستين أداء أوسكاري نجح في إظهار البطلة في كل انفعالاتها العاطفية من المسرح إلى السرير إلى البيت وجوانب شخصيتها المختلفة من الإنسانية إلى الأنانية ولن افاجأ إذا مافازت بالاوسكار.
فيلم “عيون تامي فاي” من الأفلام الجديرة بالمشاهدة لأنه يفضح تجارة الدين والتي نراها كثيرا في منطقتنا سواء من رجال دين مسلمين أو مسيحيين.
