يجمع فيلم “عين شمس” إنتاج عام 2008 تأليف ابراهيم البطوط وتامر السعيد وإخراج ابراهيم البطوط ،بين التسجيلي والروائي ويقدم رؤيته للوضع السائد في مصر قبيل ثورة يناير، ومن اسمه يجمع بين العين التي ترى الواقع المرير والتفاؤل بغد مشرق وجميل.
يدور الفيلم بشكل أساسي حول الطفلة شمس” حنان عادل” وهي تمثل الأمل في مستقبل أفضل للوطن، لكن هذا الأمل يحاول أن يقتل كل حين، سواء عبر أيادي خارجية أو داخلية، ويربط بين أطفال العراق الذين اصيبوا بتشوهات أو سرطانات بعد الغزو الأميركي وشمس التي أصيبت باللوكيميا في بلدها بسبب فساد وتامر الحكومات المتعاقبة، شمس لاترى الأشياء كما هي لكن تراها كما يجب أن تكون وببراءتها وشفافيتها تتنبأ ببعض أحداث المستقبل ،في تنويه واضح لدور أطفال اليوم شباب الغد.
يقدم الفيلم نماذج نمطية في المجتمع المصري، منها رمضان سائق التاكسي “رمضان خاطر” الذي يمثل الأغلبية الصامتة والتي تتحاشى الدخول في غياهب السياسة، لكن عندما يسلب منه حقه الأساسي الابسط في الحياة نراه مجبرا على التكلم والمطالبة بحقوقه، نرى أيضا سليم رجل الأعمال “بطرس غالي” والذي يتعثر بالديون ويفر إلى الخارج هربا منها، والدكتورة مريم” مريم أبو دومة” التي تمثل الطبقة الواعية التي تنتظر دورها في التغيير، والأم “حنان يوسف” ساكنة الحي الشعبي التي تمثل ضمير المجتمع
وواقعه الحزين، ونرى الشباب مستغرق في ملذاته وتسليه وبعيد عن دوره الفعلي في التغيير.
المميز في أفلام المخرج ابراهيم البطوط هو الممثلين المغمورين الذي يأتي بهم غالبا من المسرح، لكنه يجعل منهم نجوم حقيقية ذات أداء راقي وجذاب.
في النهاية “عين شمس” فيلم تسوده الرمزية ويجذب طبقة المثقفين فقط وهذا هو المشترك في أفلام ابراهيم البطوط.
