يعد فيلم “على من نطلق الرصاص” إنتاج عام 1975 تأليف “رأفت الميهي” وإخراج “كمال الشيخ” ،أحد الأعمال السينمائية المنتقدة للمرحلة الناصرية وما رافقها من فساد وتسلط ساهما لاحقا في هزيمة يونيو 1967.
مصطفى حسين “محمود ياسين” أحد الشبان اليساريين الوطنيين الذين يناضلون لكسر قيود حرية التعبير وفضح مواطن الفساد داخل السلطة ويرفض مغريات الحياة الرغيدة نظير انضمامه لجوقة التطبيل والتلميع الحاكمة ويمثل ضمير الأمة الحي، يغرم بتهاني “سعاد حسني” حبيبة وخطيبة صديقه سامي عبد الرؤوف” مجدي وهبة” والتي تمثل مستقبل مصر المغتصب من السلطات القمعية.
تعمل تهاني لدى رشدي عبد الباقي “جميل راتب” أحد كبار رجال الأعمال المقربين من السلطة والذي يقوم بالتعاون مع رجالاته من جوقة الفساد مثل قاسم الجنزوري” أحمد توفيق” وحسام الدين خليل “نبيل الدسوقي” بالباس خطيبها المهندس سامي قضية انهيار أحد المشروعات السكنية وزجه في السجن وتصفيته لاحقا خوفا من اخباره للحقيقة.
تنهار تهاني لاحقا أمام مغريات الحياة ضغوطات أهلها “عدلي كاسب” و”وداد حمدي” وتقبل بالزواج من مديرها وقاتل خطيبها رشدي عبد الباقي.
يتزوج مصطفى حسين من بدرية “فردوس عبد الحميد” لكن يبقى قلبه مع مستقبل بلده المخدوع من سلطة الغوغاء والاجرام، ولا يجد حلا للتغيير سوى التضحية بمستقبله، وقتل رشدي عبد الباقي في مكتبه، تحرك هذه الجريمة الرأي العام الصامت، وتدعوه بقيادة رجال الشرطة الشرفاء مثل عادل “عزت العلايلي” ووكيل النيابة” حسن عابدين” للتحرك وكسر طوق الذل والمهان قبل انهيار الوطن.
يشهد الفيلم تالقا بالأداء من “سعاد حسني” التي اقنعتنا بدور الزوجة الصامتة والمخدوعة وأداء جيدا من عموم الكادر التمثيلي، ويمتاز الفيلم بعامل التشويق الذي يجعلنا نترقب النهاية بفارغ الصبر.
فيلم “على من نطلق الرصاص” من كلاسيكيات السينما المصرية، وصرخة في وجه أنظمة قام الكثيرون بتعظيمها وحتى تأليهها.