يقدم فيلم
“Nightmare Alley”
إنتاج عام 2021 تأليف “غيليرمو ديل تورو” و “كيم مورجان” وإخراج “غيليرمو ديل تورو” ، قصة مميزة عن النفس الإنسانية ودوافعها وميولها في إطار من التشويق والإثارة.
ستان كارلايل “برادلي كوبر” شاب ثلاثيني عاطل عن العمل يغادر بيته بعد أن يحرقه وفي داخله أبيه المسن الذي يرتبط معه بعلاقة مضطربة وتفصلهما هوة عميقة، في محاولة منه لدفن ماضيه وفتح صفحة جديدة مع الحياة.
تقوده خطواته إلى سيرك يديره كليمانت هاتلي “ويليم دافو” حيث يقوم بمساعدة كل من الزوج بيتر وزينا كرامبين “ديفيد ستراثيرن” و “توني كوليت” الذين يقدمان عرضا يقوم على علم الفراسة، أي معرفة معلومات عن الشخص من خلال تفاصيل بسيطة من مظهره وطريقة كلامه ونظراته، أي مثل ما يقوم به مايك فغالي اليوم، فيتعلم هذا العلم عن طريق إصراره وسرعة خاطره، ويغرم بمولي كاهيل “روني مارا” التي تقدم عرضا بهلوانيا آخر ويتفقان على مغادرة السيرك وبدء مشوار حياتهما.
بعد نجاحهما في خداع الناس لبعض الوقت يصطدم ستان بالطبيبة النفسية ليليث ريتر “كيت بلانشيت” حيث لقاءهما لقاء العلم مع الوهم والخداع، ونلاحظ حاجة كليهما للآخر ولو لبعض الوقت في إشارة إلى محدودية الإنسان وضعفه ،وتساعده الطبيبة في خداع بعض كبار الشخصيات من المجتمع بغية الحصول على المال الوفير رغم تحذيرها له بخطورة هذا الطريق، وهي في حقيقة الأمر تكون تساعده في حفر قبره بيديه بعد أن يزداد غروره إلى درجة يصدق فيها كذبه واوهامه التي يبيعها للناس.
في الفيلم إسقاطات مميزة مثل المهووس المنبوذ الذي يستخدمه السيرك في عرض مخيف، والجنين المحنط الذي يتسبب بقتل والدته قبل وفاته، وكلاهما يرمزان إلى الإنسان الذي يتحول إلى وحش بعد أن تحكمه أنانيته ومصالحه ويدفن ضميره الحي في مقبرة الملذات.
في النهاية فيلمى”زقاق الكابوس” تحفة جديدة من تحف السينما الأميركية، واستبعد حصوله على جائزة أفضل فيلم، لكني أستغرب عدم ترشيح غيليرمو ديل تورو لجائزة الإخراج بعد العرض البصري الرائع الذي قدمه، وكذلك عدم ترشيح برادلي كوبر لفئة التمثيل بعد أداءه المميز.