الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم “رصاصة في القلب” إنتاج عام 1944 تأليف “توفيق الحكيم” و”محمد كريم” وإخراج “محمد كريم”، كوميديا غنائية سيئة الحبكة والأداء التمثيلي ،رغم ضمها لاسماء عمالقة الغناء والتمثيل.
محسن “محمد عبد الوهاب” موظف شاب لعوب مستهتر ينفق معاشه في أول أيام الشهر، ويستدين في باقيه حاجاته ومصروف منزله من عدة أشخاص أهمهم صديقه وجاره الدكتور سامي “سراج منير “ويختبئ من دائنيه خلف البواب “علي الكسار” الذي يبقى مخلصا ووفيا له رغم الشتائم اليومية التي يقذفه بها!
يغرم محسن من أول نظرة بالحسناء الثرية فيفي “راقية ابراهيم” التي تكون بالصدفة البحتة خطيبة صديقه الدكتور سامي، وتبادله فيفي الحب لكنه يرفض مجاراتها وفاء لصديقه.
لكن نكتشف فجأة أن الدكتور سامي لا يملك تكاليف الزواج، لذلك من بين جميع الناس يختار الاستدانة من صديقه محسن المفلس أصلا، لكن بما يتمتع به من شهامة ومروءة يحول الموضوع لعمه الثري خورشيد باشا “محمد عبد الشكور” ولا يكتفي الدكتور سامي باستدانة المال من عم صديقه لكن أيضا يستدين فيلته لاستضافة الخطبة كما يستدين العم نفسه ليقدمه كأحد وجهاء العائلة وكأنه مقطوع من شجرة أو تربى في ملجأ الأيتام!
من طرائف الفيلم عيد الميلاد المفاجئ الذي تقيمه إحدى عشيقات محسن وتدعى طماطم “إلهام حسين” لحبيبها بعد أن تدعو عشرين من صديقاتها الحسناوات إليه، ربما ليغرم باحداهن ويهجرها، كما نفاجأ باخت فيفي الصغرى نجوى “فاتن حمامة” تجري وراء كلبها طوني طوال الفيلم لكنها تخشى مجرد لمسه أو ضمه!
حسنات الفيلم تنحصر في الأغاني الجميلة التي يقدمها “محمد عبد الوهاب” كما يرينا الرقي والتحرر الذين كانت تتمتع بهم الحقبة الملكية الإنكليزية حيث كان شرب الخمر والمراهنة على سباقات الخيول من يوميات المواطن المصري المعتادة.
فيلم “رصاصة في القلب” ليس أول فيلم ولا آخر فيلم تجاري في السينما المصرية، لكن المفاجئ جدا دخوله قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين مع غياب أفلام قيمة ومهمة.
