فيلم “رأس السنة”

يقدم فيلم “رأس السنة” إنتاج عام 2020 وتاليف محمد حفظي وإخراج صقر، نقدا لاذعا لطبقة الأثرياء المصريين، التي تهتم بالمظاهر والشكليات وتهمل الجوهر والحقيقي.
الفيلم يحمل عنوان رأس السنة، وهي الليلة التي يحاول الجميع – مهما بلغت جراحه وتعاسته – الاحتفال والترحيب بالسنة الجديدة ونسيان حوادث ومشاكل السنة الفائتة، وهو ما قصده تاليا عندما عرض الأثرياء يلهون ويحتفلون علنا، بينما يقومون سرا بافظع الخطايا من إدمان المخدرات إلى الخيانة الزوجية وما شابه من المحرمات التي يجب أن تبقى بعيدة عن العلن حفاظا على صورة العائلة النظيفة من الخارج.
تجري الأحداث ليلة رأس السنة في أحد المنتجعات على الساحل الشرقي قريبا من الغردقة، ويقدم المخرج مبررات درامية سواء لانحراف الشباب وراء الملذات الجنسية أو تعاطي المخدرات بسبب إهمال الأهالي نتيجة انشغالهم العملي أو زواجهم من بنات صغيرات في السن – كما في حالة شريف “أحمد مالك” وتيمور “محمد الألفي”، ومبررات للخيانة الزوجية نتيجة انشغال الأزواج بعملهم أو اتجهاهم للتدين الزائد – كما في حالة رانية “بسمة” أو مريم “انجي المقدم”.
لكن ما حيرني هو انحراف الشخصية الرئيسية في الفيلم كمال “إياد نصار” وهو ابن أحد الأطباء المعروفين وورث منه مشفى كامل، ومع ذلك يقوم بتجارة المخدرات، وهو يعلم أن ضبطه متلبسا بالجريمة كفيل بابقائه سجينا طول العمر، ويقدم نفسه على أنه صلة الوصل بين الاغنياء والفقراء ولم أعلم ما قصد بذلك إذ كل تعاملاته تجري مع الطبقة الراقية.
يقدم الفيلم عدة شخصيات من الطبقة المتوسطة والفقيرة تقوم بخدمة الأثرياء وتتعرض للظلم والإهانة والتعنيف منهم مثل عم شعبان “ابراهيم فرج” وفتحي “علي قاسم” ونهى “هاجر الشرنوبي”، وينتصر الفيلم في النهاية لحياة البساطة والعفوية على حياة المظاهر والتكلف.


على صعيد الأداء تميز “إياد نصار” أما بقية الكادر فكان اداؤه عاديا.
في النهاية يحوم فيلم “رأس السنة” حول المشكلة بدون أن يقدم لها حلا ناجعا ويترك الأمور معلقة بدون أي تغيير حقيقي في ملامح الشخصيات أو الأحداث.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.