فيلم “دنيا”

الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب

ينتقد فيلم “دنيا” إنتاج عام 2005 تأليف وإخراج “جوسلين صعب”، كبت وتهميش المرأة المصرية والذي نراه في مظاهر مختلفة منها ختان الإناث وحرمانهم من اللذة الجنسية مستقبلا في دراما شعرية رومانسية راقصة غنية بالرموز التي تخدم هدف ومضمون الفيلم.
دنيا “حنان ترك” خريجة جامعية من قسم الآداب تسعى لإكمال دراستها العليا في الشعر الماجن، وللمشاركة في مسابقة دولية للرقص التعبيري، أي مشروع تحرر انثوي بشقيه الفكري والجسدي، لكنها محاصرة من قبل محيطها بالعادات والتقاليد البالية التي تسعى لتحطيم فرادة وتميز روحها كما نجحت في السابق بتحطيم جسدها الانثوي عبر عملية ختان جائرة.
يساعد دنيا أستاذ الشعر الصوفي بشير “محمد منير” الذي يرى أن المشكلة ليست في النص ولكن في العقول التي تفهمه، ويناضل لحرية الأدب والنشر، وخاصة لكتاب “ألف ليلة وليلة” الذي يشكل بدوره انتصار لروح المرأة التي تمكنت من تطويع ملك الملوك بانوثتها وذكائها.
أم دنيا هي الراقصة المتقاعدة عنايات “عايدة رياض “التي تعمل سائقة تاكسي في تحدي للمجتمع الذكوري، وتساعدها الأستاذة الجامعية أروى “سوسن بدر” التي تقيم علاقة حميمة خارج إطار الزواج مع زميلها “خالد الصاوي” في تحد آخر لتحجر المجتمع، تغرم دنيا بجارها ممدوح “فتحي عبد الوهاب” المتردد والمحتار بين عادات المجتمع وحبه للسهم المتوهج الذي يأبى أن يرضخ لها، ويقوم بتعليمها الرقص الانسيابي الصادق أستاذ الرقص “وليد عوني”.


في حبكة الفيلم بعض العيوب مثل العلاقة الحميمة بين عنايات وأروى، ولا يجمعهمها شيء ثقافيا أو اجتماعيا غير علاقتهما بدنيا، كذلك نجد دنيا خريجة ليسانس الآداب تخطئ في قراءة بيتين بسيطين من الشعر لا يخطئ بقراءتهما تلميذ مجد في الثانوية.
في كل مشهد أضافت المخرجة “جوسلين صعب” رمزا ضوئيا أو حركيا أو لفظيا يخدم مضمون الفيلم ،وهذه نقطة قوة منحت الفيلم بعدا فنيا مميزا.
مع الأداء المتميز ل”حنان ترك” يعد فيلم دنيا نقطة مضيئة في السينما المصرية، ونقطة تحول في نضال المرأة نحو مجتمع الحرية والإبداع.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.