يقدم فيلم “خرج ولم يعد” إنتاج عام 1984 عن رواية “براعم الربيع” للكاتب “اتش اي بيتس” تأليف “عاصم توفيق” وإخراج “محمد خان” ،كوميديا اجتماعية هادفة عن طبيعة الإنسان وتبدلها وتكيفها مع الواقع الذي تفرضه ظروف الحياة.
عطية عبد الخالق “يحيى الفخراني” شاب متعلم تخرج من الجامعة ليتوظف في إحدى دوائر الدولة ويقبض معاشا لا يكفي ليعيش بمفرده عيشا محترما، إذ يقطن في بناء اهل للسقوط في أحد الأحياء الشعبية، ويخطب فتاة متوسطة الجمال زينات “مها عطية” من أسرة متوسطة الحال هي الأخرى، ومع ذلك تقوم والدتها” إحسان شريف” باذلاله والضغط عليه مرارا بهدف إنهاء الخطبة الطويلة التي دخلت عامها السابع بالزواج أو الانفصال، وأمام ضغطها الشديد يتجه عطية إلى الريف لبيع قطعة أرض ورثها عن أبيه بهدف مساعدته في تدبير مصاريف الزواج.
في الريف يلتقي بالسمسار الحاج عوضين “توفيق الدقن “الذي يقوم بتقديمه إلى الشاري المحتمل كمال بك عزيز “فريد شوقي” أحد أثرياء المنطقة الذي وفرا من الأراضي الزراعية يعتاش بواسطتها مع زوجته سنية “عايدة عبد العزيز” وبناته الستة، ويعيش حياة بسيطة لكن لذيذة وغنية بمبهجات الحياة ،ولايحتاج فيها للنقود إلا نادرا إذ يقتني في أرضه كل مستلزمات الجميلة.
العبرة التي يقدمها الفيلم هي أن لا أحد يولد فقيرا بل كل الناس تولد وثروتها بين يديها، لكن الذكي والفطن هو من يتمكن من استخدام تلك الثروة وتوظيفها بالشكل المناسب، وبطل الفيلم ليستغل ثروته كان عليه أن يتخلص من أوهام الشهادة الجامعية التي لم تجلب له إلا الفقر والذل، ويرتدي جلابية الفلاحين ويستغل شغفه بالعلوم الزراعية ويدير أرض كمال بك ويطلق العنان لقلبه الذي استلطف ابنته الكبرى غير المتعلمة خيرية “ليلى علوي” ويعيش حياة كريمة ولذيذة بأن واحد.
بالرغم من تألق “يحيى الفخراني” في دور البطولة إلا أن الدور كان يتطلب شابا انحل على غرار “محمود عبد العزيز” أو “أحمد زكي” ليناسب حياته المدنية المعدمة، وتالق “فريد شوقي” في دور كمال بك.
يمتاز الفيلم بحوار رشيق وإخراج جيد من “محمد خان” جعله من الأفلام الجيدة وأهله لدخول قائمة أفضل مئة فيلم.