فيلم “حظر تجول”

يحاول فيلم “حظر تجول” إنتاج عام 2020 وتاليف وإخراج أمير رمسيس، تقديم دراما عائلية اجتماعية مؤثرة، لكنه يقدم فيلم عادي المستوى مليء بالثغرات والعيوب.
فاتن “الهام شاهين” تخرج من السجن بعد عشرين عاما قضتها عقوبة لقتل زوجها، وتتعرض طيلة مدة سجنها لمقاطعة ابنتها ليلى “أمينة خليل “التي تحقد عليها لأنها حرمتها من حنان الوالدين، لكن عند خروجها لا نجد في استقبالها إلا ابنتها وصهرها وكانها مقطوعة من شجرة!
تقيم فاتن يوما في بيتها الذي هو نفسه بيت ابنتها، مع العلم ان صهرها حسن “أحمد مجدي” يعمل طبيبا، فإذا كان الطبيب في مصر غير قادر على شراء بيت جديد لعروسته فمن قادر إذا؟
تتوالى الأحداث ونجد ليلى تكره أمها حينا وحينا آخر تضحك لها وتشكوها همومها العائلية وأحيانا أخرى تمنعها من احتضان حفيدتها ثم تدعوها لانقاذها!
أما سبب قتل فاتن لزوجها والذي يحاول المخرج اخفاءه في البداية ليشوق المشاهدين، فقد أصبح موضة قديمة سبقته إليه عشرات الأفلام الأجنبية وأنا بدوري خمنته من اللحظة الأولى، وهذا السبب سعت فاتن لاخفائه عن ابنتها احتراما لمشاعرها ولم تستخدمه حتى في المحكمة للدفاع عن نفسها، والسؤال الأهم هنا هل تخاف الأم من تشويه صورة الوالد لدى ابنتها ولا يهمها تشويه صورتها الشخصية كقاتلة ومدمرة للعائلة؟ وليلى بعد أن كبرت ونضجت ألم تشك للحظة واحدة بسبب قتل أمها لابيها وهي كانت ضحيته التي مارس عليها شذوذه وانانيته، ولم تسأل الجيران الذين كانوا يعلمون السر طوال هذه المدة؟


الحبكة ضعيفة والاسقاط الزمني المتمثل في فترة حظر التجول التي فرضتها حكومة السيسي بعد إسقاطها لحكم الإخوان لم تضف شيئا للفيلم ،والايجابية الوحيدة التي حملها كانت أداء جيدا من الهام شاهين وامينة خليل وهما ممثلتان قديرتان اساسا.
في النهاية فيلم “حظر تجول” فيلم عادي المستوى ولا يحمل إلا بضع لمسات عاطفية قد تعجب المشاهد.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in فكر حر, الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.