يقدم فيلم “بين السماء والأرض” إنتاج عام 1960 قصة “نجيب محفوظ” سيناريو “السيد بدير” وإخراج “صلاح أبو سيف” ،كوميديا اجتماعية ظريفة ومحببة دون أي تصنع وباسلوب جديد ومبتكر.
يعلق مجموعة من الأشخاص المتوجهين إلى أحد الابنية السكنية الفخمة والحديثة في مصعد ذلك البناء الذي يتوقف بين طابقين بسبب عطل تقني، عصر أحد أيام الجمعة في يوم صيفي حار وتبدأ محاولات انقاذهم من وكيل البناء “محمود مختار” وبقية البوابين.
الأشخاص العالقين منهم نجمة سينمائية تستعد لتصوير أحد المشاهد على سطح البناء “هند رستم” وأحد المتحرشين اللاحقين بها “سعيد أبو بكر” وأحد المريضين الهاربين من مستشفى المجانين “عبد المنعم ابراهيم” ورجل وزوجته الحامل التي شاءت الأقدار أن تلد ساعتها “يعقوب ميخائيل” و”نعيمة وصفي” واحد المتحذلقين الذي يشك الجميع في صحته العقلية “عبد السلام النابلسي” واحد النشالين “عبد المنعم مدبولي “وزعيم إحدى العصابات التي تقوم بعملية في البناء “محمود المليجي “ورجل مع امرأة متزوجة تخون زوجها “محمود عزمي” و”قدرية قدري” واحد الخادمين الذين يحملون طلبات الزبائن “عبد الغني النجدي” ورجل كهل “عبد المنعم اسماعيل “يستعد للزواج من فتاة صغيرة السن” ميمي صدقي “وعاشقة صغيرة تستعد للانتحار مع حبيبها “زيزي مصطفى “ورجل آخر بالإضافة إلى بواب العمارة “علي عرابي “.
تلعب الأحداث الطريفة التي تحدث بين العالقين داخل المصعد وتفاعلاتها التي تحدث خارجه إلى توبة مجموعة من الأشخاص عن خطاياهم مؤقتا وآخرين بشكل دائم بعد أن شهدوا على احتمال دنو أجلهم، وتعلم التجربة الصعبة حب الحياة للبعض الآخر أما الممثلة السينمائية فتتعلم تقديم سينما جدية بعيدا عن التفاهة كأن تقدم تجربتها الصعبة في فيلم سينمائي.
تلعب المصادفات والمفارقات دورا كبيرا في أحداث الفيلم، مما يسحب منه صفة المنطقة، ويوجد به خطأ فادح عندما يصعد قائد الدفاع المدني “نظيم شعراوي” في المصعد الثاني في البناء وقد اخبرنا أول الفيلم أن المصعد الثاني معطل!
لكن يبقى رغم ذلك فيلم “بين السماء والأرض” أكثر واقعية ومنطقية من أفلام هنيدي وحلمي وسعد، ومن افلام البطولة الجماعية المميزة التي لاتنسى.