فيلم “النداهة”

الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب

يقدم فيلم “النداهة” إنتاج عام 1975 عن قصة الكاتب “يوسف إدريس” و سيناريو “مصطفى كمال” وإخراج “حسين كمال” ،قصة إنسانية مؤثرة عن وحدة الروح الإنسانية وضعفها مهما بلغ التفاوت الفكري والطبقي بينها.
فتحية “ماجدة” فتاة ريفية طموحة وحالمة وتسعى للتعلم من أجل تغيير واقعها إلى الأفضل، لكن مشكلتها الكبيرة أنها ولدت في مجتمع بدائي المرأة فيه ليست أكثر من جارية للرجل تطبخ له وتلد له أولاده وتتعرض للتعنيف والضرب عند أصغر خطأ.
تلتقي فتحية بالبواب حامد “شكري سرحان” الذي يعمل في العاصمة، وتسمع فجأة ما يعرف بنداء النداهة، وهو عيب كبير يصيب صاحبه في بيئة بسيطة ومحافظة كالريف المصري، أما في بقية العالم المتحضر فيعرف ببساطة بالحب!
تتزوج فتحية من حامد رغم معارضة والدتها وتسافر إلى القاهرة حيث تلتقي بسكان البناء الذي يتولى زوجها رعايته، فيرغب الجميع في الاستفادة من خدماتها كل حسب حاجته، فالسيدة العصرية والمرأة العاملة علية “منى جبر” تطلب منها مساعدتها في أعمال البيت، والراقصة إلهام “سهير الباروني” ترغب في استدراجها للعمل كراقصة والاستفادة من جمالها، أما مهندس الكومبيوتر علاء بهجت “إيهاب نافع” شهواني الطباع فيرغب في التقرب منها والتلذذ ببراءتها وسذاجتها البدائية ،بعد أن استقبل في شقته المليئة بالتقنيات المدهشة الفتاة الرومانسية الحالمة” ميرفت أمين “والصحفية اليسارية التقدمية “شويكار”.
تحصل المأساة عندما يقوم المهندس علاء بتحطيم براءتها وإخراجها من العش الذهبي الذي تعيش فيه، فتتلقى أحلامها بالعلم والمعرفة ضربة موجعة، وترفض العودة إلى حياة الجارية التي عاشت فيها بعد أن تذوقت طعم الحرية والكرامة، وتبقى عالقة بين العالمين تائهة وضائعة ومهددة بالانحراف عن مسارها القويم.


في الفيلم نرى الكومبيوتر الذي يشرف عليه المهندس قد تعطل فما هو حال الإنسان الضعيف المعرض للخطأ عند كل لحظة؟
على صعيد الأداء تقدم “ماجدة” كالعادة أداء يدرس في مدارس التمثيل مع أداء جيد من الجميع إجمالا.
في النهاية يعد فيلم “النداهة” وجبة سينمائية ممتعة تناقش قضية تحرر المرأة وإطلاق العنان لعواطفها وأسباب انحرافها عن الحياة القويمة بكل جرأة وموضوعية حيث يصورها ضحية واقعها الأليم.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in فكر حر, الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.