يقدم فيلم “الكومبارس” إنتاج عام 1993 تأليف وإخراج “نبيل المالح” ،دراما إنسانية مؤثرة عن قهر وكبت الإنسان في المجتمعات العربية وتحولهم إلى مجرد أرقام تتشابه في شخصياتها وظروفها مجردة من أي قيمة أو كبرياء.
سالم “بسام كوسا” شاب ثلاثيني فقير مهتز الشخصية يعمل ميكانيكيا نهارا وممثل ثانوي في المسرح القومي ليلا وفوق كل هذا يحاول تحصيل شهادة جامعية من كلية الحقوق، يقابل منذ مدة ندى “سمر سامي” أرملة جميلة تعيش في بيت أخيها “أحمد رافع” ، يتفق الزوج على قضاء ساعتين في بيت عادل “محمد الشيخ نجيب” صديق سالم بعد أن سئما لقاءات الحدائق والمقاهي، ليكون لقاء مصارحة وصدق يفرغان به عواطفهما المكبوتة.
نلاحظ بوضوح آثار كبت البيئة والدين على الشخصيتين فبدلا من ارتياحهما داخل الأبواب المغلقة نرى ارتباكهما واهتزاز مشاعرهما قد ساد اللقاء، فمع صوت سيارة الإسعاف يدوي خارجا تشتعل الرغبة الجنسية لدى سالم فترد عليه ندى ببرود وتحجر.
بعد قليل يريح عزف العود القادم من شقة الجار الضرير نفسيهما ويبدأن باكتشاف جوانب شخصيتهما الخفية، فيظهر شغف سالم بالمسرح وموهبته في تجسيد الشخصيات باختلاف معانيها وألوانها، حتى ندى تبدأ التأثر بموهبته ويقومان بارتجال مسرحية صغيرة تجرب فيها ندى قدراتها التمثيلية، هنا بالذات تتلاقى أرواحهما ويحل الارتياح والحب مكان الارتباك والنفور الذي كان سائدا أولا.
لكن صحوة روحهما الجميلة تصطدم مجددا بعوائق المجتمع والسلطة الحاكمة ،ويعودان في النهاية مجرد أدوات لتنفيذ أجندة مفروضة بدون أي إرادة أو عنفوان.
على سبيل الأداء قدمت “سمر سامي” أداء عاطفيا جميلا، أما “بسام كوسا” فقد أبدع في تقمص الشخصية في واحد من أجمل أدواره على الإطلاق.
الفيلم من كلاسيكيات السينما السورية والعربية ومثال يحتذى به إخراجا وأداء.