يقدم فيلم “الكنز :الحقيقة والخيال” من إنتاج عام 2017 وإخراج شريف عرفة، قصص مختلفة من تاريخ مصر متباعدة زمنيا لكنها تتصل دراميا ويجمعها محبة الوطن وخدمته والتضحية في سبيله، بدءا من العصر الفرعوني حيث نجد الملكة حتشبسوت تتحدى المجتمع الذكوري وتؤسس مملكة قوية مبنية على العلم والمعرفة والجمال وليس القوة والدم، ثم في العصر المملوكي نجد الفارس علي الزيبق يتحدى الوصاية العثمانية على بلده ويقاتل لنشر الحرية والعدالة،وصولا إلى عهد الملك فاروق حيث نجد ضابط المباحث سعد الكتاتني الذي يصطدم بالقوى الوطنية من جهة وبفساد وظلم التاج الملكي من جهة أخرى مما يتسبب في اغتياله لاحقا بعد أن يبعث برسالة إلى ولده يحثه فيها على حب الوطن والتمسك به.
لكن الفيلم من ناحية أخرى مليء بالأخطاء والثغرات، حيث نجد بشر الكتاتني يوصي بسفر ابنه إلى أوروبا لتعلم حضارة بلده خوفا على حياته من اعدائه ثم يعود إلى بلده بكل بساطة بعد أن يبلغ، والمفروض أن يحصل العكس لأن العادات العربية تحرم الانتقام من الطفل وليس من الشاب، من جهة أخرى يسجل الأب وصية مصورة لولده على شريط سينمائي وهذا أمر نادر الحدوث في اربعينيات القرن الماضي عندما كان الراديو هو اختراع العصر انذاك وثانيا مالذي دفع الأب لفعل ذلك وكأنه علم بمصيره مسبقا، وفي نفس المرحلة نجد انور السادات مع سجين إسلامي وعندما يقول السجين أن الإسلام هو الحل يرد عليه السادات بالتخوين ويتهمه بالارهاب مع مصطلح الإرهاب برمته لم يظهر للعلن الا مع بداية السبعينات، وغيرها الكثير إذا دققنا النظر.
من ناحية الأداء نجد هند صبري تتالق في دور الملكة حتشبسوت وكذلك محمد رمضان في دور الفارس علي الزيبق أما الكنز الحقيقي الذي قدمه الفيلم هو دور بشر الكتاتني لمحمد سعد، حيث وجدنا أمامنا ممثل حقيقي مفعم بالاحاسيس والمشاعر انستنا تهريجاته السابقة عديمة المعنى.
الفيلم أيضا إنتاج سينمائي ضخم وهذا يحسب للشركة المنتجة في دعم وتطوير الفن السينمائي. في النهاية الفيلم ينشر رسالة حب للوطن أكثر من قيمته الفنية أو الدرامية.
عزيزي الأخ طلال ، الصورة للاخ اسعد عبدالله وليست للاخ أسامة حبيب ، إقتضى التوضيح ، سلام ؟
شكرا جزيلا … تم تغييرها وتاخذ وقت حتى تظهر