يقدم فيلم “العزيمة” إنتاج عام 1939 تأليف “كمال سليم” و”بديع خيري” وإخراج “كمال سليم” ،دراما اجتماعية تقليدية مطعمة بقصة حب رومانسية تحكي ملامح تلك الفترة بكل صراحة ووضوح.
محمد “حسين صدقي” البطل الذي يمثل الخير المطلق، فهو الشاب الفقير المكافح الذي ينال أعلى الشهادات التعليمية، والمهذب اللبق قبلة ومقصد بنات الحارة، والبار الشهم الذي يرفض وظيفة الدولة من أجل تأسيس مشروعه الخاص مع صديقه اللعوب عدلي “أنور وجدي” ابن نزيه باشا “زكي رستم “الذي يطلب منه نصيحة وهداية ابنه، وطبعا هو الرومانسي الدافئ الذي يعشق جارته الجميلة فاطمة “فاطمة رشدي” ويسعى لمقاومة مكائد والدتها “ماري منيب” التي تسعى لتزويجها من رجل ميسور.
في مقابل محمد يظهر المعلم العتر “عبد العزيز خليل “الذي يمثل الشر المطلق، فهو الجزار الثري الجشع الذي يسخر من شهادات محمد، ويسعى لاستغلال ازمته المادية لخطف خطيبته فاطمة منه، بل ويحاول هدم حياتهما الزوجية بأي طريقة بعد زواجهما.
الفيلم يسلط الأضواء على حالة الفساد المالي والإداري المستشرية أيام الملكية ونتائجها المترتبة من فقر وبطالة تصيب عامة الشعب، لكن لفت نظري مشهدان الأول يقبل فيه محمد فاطمة بكل أريحية والثاني يقول فيه أحدهم أن قليلا من الخمر يصلح معدة الإنسان، واكاد أجزم أن الاعتراضات عليهما انذاك أي منذ حوالي ثمانين عاما أقل من اعتراضات زمننا الحالي، هذا إذا دل على شيء يدل على أي حال وصلت إليه الحريات في منطقتنا التعيسة.
الفيلم جيد بالنسبة لمقاييس تلك المرحلة ،لكن المفاجأة الكبرى تتمثل في تحصله على المركز الأول في استفتاء عام 1996 الشهير لأفضل فيلم مصري في القرن العشرين، وإهمال عشرات الروائع التي قدمتها السينما المصرية بعدئذ، أليس هذا اعتراف ضمني صريح من النقاد المصريين بأن أغلبية الأفلام المصرية أفلام يغلب عليها الطابع التجاري، وتستهدف جيب المشاهد قبل عقله؟