
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
ينتقد فيلم “الطحالب” إنتاج عام 1991 تأليف وإخراج “ريمون بطرس” الواقع الاجتماعي والسياسي في سوريا عموما ومحافظة حماة بشكل خاص، بما يضمه من فساد ومحسوبية بالإضافة إلى عادات وتقاليد بالية ساهمت في تكريس الجهل والتخلف.
بديع أو أبو أسعد “أيمن زيدان” شاب ثلاثيني من عائلة متوسطة الدخل يعمل كاتبا في المحكمة نهارا، أما ليلا فيمارس هوايته الفنية بعمله في فرقة للرقص الشعبي يشرف عليها صديقه “سمير الحكيم”.
بديع يعشق سيدة مطلقة تدعى عزيزة “كارمن لبس” التي عانت من تسلط وظلم زوجها السابق ويرتبط بها بعلاقة حميمة سرية في تحد لتقاليد المجتمع المحافظ، وهو يحاول التعايش مع الواقع الصعب بدون أن يخسر مبادئه ونزاهته، بمساعدته لأصحاب الدعاوي من ضحايا ظلم المجتمع الذكوري والمسؤولين الفاسدين، لكنه يحرص على مسايرة المتنفذين من أمثال أبو كنان “عدنان بركات” دون الاصطدام أو الاشتباك معهم.
يقف أبو أسعد في منتصف المسافة بين شقيقيه المتخاصمين، مختار “ماهر صليبي” المتطرف للعدالة والنزاهة، وغانم “وفيق الزعيم” الذي أصبح تابعا من تابعي أبو كنان بعد أن ساعده في تملك أرض العائلة بدون تنازلهم عنها، وجعلها مستودعا للبضائع المهربة تحت ستار مدجنة، ويحاول مع شقيقتيه الكبرى “نجاح العبدالله” و الصغرى “أمانة والي” حل الخلاف وديا والوصول إلى حل توافقي يرضي الجميع دون الانزلاق إلى العنف أو المحاكم.
يستعين المخرج بالرموز في فيلمه، مثل الناعورة التي يجعلها قلب الحياة النابض، حيث تشهد على الأطفال حين ولادتهم وتستر عليهم أجمل واحرج مواقفهم، ولا يمنعها من الدوران إلا الفساد والظلم الذي يشبههم المخرج بالطحالب الضارة.
نرى عادات التخلف والجهل مثل الثأر وجرائم الشرف تفتك بالمجتمع وتمنعه من الارتقاء والتقدم إزاء الصمت الرسمي المطبق عليها.
يشهد الفيلم أداء جيدا خاصة من “وفيق الزعيم” في دور الشر، ونلاحظ إدانة من المخرج للفساد والتسلط والجهل دون حشر إسرائيل أو الشعارات المستهلكة في الوسط لتحميلها مسؤولية مايجري، وهذه نقطة إيجابية تسجل للمخرج وتجعل من فيلمه من الأفلام الجيدة في موسوعة السينما السورية.