الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم “السيد التقدمي” إنتاج عام 1974 تأليف نبيل المالح “و” قيس الزبيدي “وإخراج” نبيل المالح “،دراما مشوقة ذات حبكة متوسطة المستوى تنتقد الفساد الاجتماعي والسلطوي في البلاد العربية.
عادل” سليم موسى “صحفي نزيه وطني يسعى لكشف فساد فارس بيك” عبد الرحمن ال رشي “أحد حيتان السلطة والمال عبر نشر وثائق مهربة من قبل أحد أعوانه ويدعى سليم تثبت فساده وتسلطه قبل الانتخابات النيابية القريبة.
لفارس بيك زوجة تدعى نادية “نضال الأشقر” هي صديقة عادل من أيام الدراسة ومحبوبته التي يلتقي معها سرا من وقت لآخر، يستفيد فارس بيك من علاقتهما ويدبر لعادل مكيدة يتهمها فيها بقتل الموظف سليم ومحاولة رشوته بغية الحصول على الوثائق المسربة، عندئذ لا يجد عادل مهربا من قبول ضيافة فارس بيك في قصره ليتحاور معه عله يجد مخرجا من مأزقه مع السلطات وينقذ حبيبته من براثن فارس بيك وحمايتها من السجن والتشهير.
عادل وفارس بيك ضدان متقابلان مختلفان في رؤيتهما لبناء الأوطان، يرى الأول أن كشف الحقيقة عارية رغم مرارتها وحدتها يطهر الوطن من جراثيمه ويدفعه في الطريق الصحيح، أما الثاني فيرى فساد أساطين المال والسلطة أمرا طبيعيا تغطيها اسهامهم المستمر في تنمية أوطانهم وتشغيل أبنائها في مؤسساتهم الكبيرة، والمعركة لا تنحصر على الوطنية والسلطة بل تتعداها إلى السيدة نادية التي تمثل الوطن بجماله وخيراته.
للموظف سليم أخت تدعى منى “إغراء” هي عشيقة فارس بيك بعيدا عن عيون والدها كبير الخدم سامي المخلص للموت لفارس بيك ومربيه الفعلي.
علاقة القربى بين أبطال الفيلم تضعف حبكته ،ويسأل المشاهد كيف انتشرت علاقة فارس بيك مع منى على لسان الجميع ولم تصل لمسامع والدها سامي؟ وكيف استطاع فارس بيك قتل سليم بدون الحصول على الوثائق المسربة التي كانت بحوزته يوم الجريمة؟
على صعيد الأداء تميز “عبد الرحمن ال رشي” والموسيقى التصويرية تلائم عروض الأزياء أكثر من فيلم درامي مشوق.
ممكن أن تحصل قصة مشابهة للفيلم في مصر أو لبنان أو أي بلد عربي، أما في سوريا فالأمر مستبعد جدا في الخمسين سنة الماضية، لأن المتنفذين لا يملكون الحد الأدنى من لباقة ورصانة فارس بيك، ويجدون في سراديب الأمن الحل لمشاكلهم العالقة مع المواطنين، بالإضافة إلى كون الانتخابات مسرحية هزلية تجمل صورة النظام في الخارج، وهذه أمور افقدت الفيلم أهميته ورسالته المهمة.
