يقدم فيلم “السوق السوداء” إنتاج عام 1945 تأليف وإخراج “كامل التلمساني” ،دراما اجتماعية ناقدة لفساد وجشع التجار أثناء الحروب والازمات، في إطار موسيقي طربي من أغنيات الموسيقار بيرم التونسي.
في أحد أحياء القاهرة الفقيرة أواخر ثلاثينات القرن الماضي ،تغرم جميلة الحتة نجية” عقيلة راتب “بالوافد الوسيم والشاب المكافح حامد “عماد حمدي ” ويتفقان على الزواج ،لكن سيد البقال “عبد الفتاح القصري” يقنع والد نجية أبو محمود “زكي رستم” بشراء كميات كبيرة من البضائع وتخزينها في مكان سري بغية احتكارها وبيعها بأسعار مرتفعة، مما يتسبب بأزمة بين حامد ووالد خطيبته، ويحاول حامد بمساعدة الحلاق هاشم” محمد كمال المصري شرفنطح” توعية الناس لكشف مكان البضائع وتقديم المحتكرين للعدالة ومحاكمتهم.
في الفيلم يتبادل كل من “عبد الفتاح القصري” و”زكي رستم” الشخصيات التي اعتادا على تقديمهما، فيظهر الأول بدور الشرير والثاني بدور البسيط طيب القلب، ولو قدم كل منهما شخصيته الاعتيادية لكان أفضل، بينما يلعب “محمد توفيق” دور حسن عبيط الحتة الذي يصطاده المحتكرون ويتلاعبون به لمصالحهم الخاصة.
يتميز الفيلم بحبكة ضعيفة ومشاهد مكررة ومواقف مفتعلة وإخراج سيئ للمعارك وأداء متوسط، وهو بمقياس الأربعينات من الأفلام الجيدة، أما بمقياس اليوم فهو من الأفلام الرديئة رغم مضمونه الأخلاقي الجيد وأغانيه الجميلة.