فيلم “الحرام”

الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب

يناقش فيلم “الحرام” إنتاج عام 1965 قصة “يوسف إدريس” تأليف “سعد الدين وهبة” إخراج “هنري بركات”، قصة نضال مرأة نشيطة ومكافحة في بيئة فقيرة يغزوها الظلم والمحرمات.
عزيزة “فاتن حمامة” زوجة مخلصة لزوجها عبدالله “عبدالله غيث” وأم لطفلين، تعمل مع زوجها ضمن عمال التراحيل الذين ينتقلون من منطقة لأخرى للعمل في الحقول بحثا عن قوت يومهم، لكن بدل من احترامهم والتعاطف معهم يلقون الجور والاستعلاء في معاملة أقرب إلى العبيد.
يمرض عبدالله فتقوم عزيزة بالعمل متحملة مسؤولية العائلة حتى شفائه، وفي يوم من الأيام تخرج لجلب بعض ثمار البطاطس تلبية لرغبة زوجها فيقوم أحد الفلاحين باغتصابها ومن سوء حظها تحمل منه ذلك اليوم.
تصبح عزيزة فجأة محاطة بالمحرمات من كل جانب، فالحمل الذي حدث كان سفاحا ومحرما، وخيار إجهاض الجنين محرم شرعا، أما اخبار زوجها بالحادثة سيؤدي إلى قتله للمغتصب ودخوله السجن وتيتيم العائلة وهذا أكره الخيارات!
تنجب عزيزة تحت شجرة أثناء عملها بعيدا عن قريتها وتقوم بخنق طفلها بعد ولادته مباشرة ورميه في الحقل، فيراه الريس عرفة “عبد الحميد خطاب” ويقوم باخبار الناظر “زكي رستم” ومسيحه الباشكاتب “حسن البارودي” الذي بدوره يخبر السلطات دون التوصل إلى أي نتيجة، لكن عزيزة تمرض بسبب مضاعفات الإجهاض وتهذي جراء الحمى وتفضح فعلتها بنفسها.
يحاول الناظر والريس عرفة التغطية على فعلتها خوفا من الفضيحة التي قد تلحق بها وبالقرية وهنا يرتكبون الخطأ الأكبر الذي سيؤدي إلى وفاة عزيزة جراء الحمى، وتحولها إلى شهيدة ورمز للتضحية والفداء، وتتحول الشجرة التي ولدت تحتها من مكان ملعون إلى مكان مقدس تتبرك منه النساء جيلا بعد جيل.


رسالة الفيلم الإنسانية واضحة وتتلخص أن الحرام الأكبر هو الفقر والظلم وكل ما يحصل من محرمات بسببهما ما هي إلا نتائج لهذا الوضع الماساوي.
فيلم “الحرام” أحد كلاسيكيات السينما المصرية التي تستحق التواجد في قائمة شرفها.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.