
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم “ابن النيل” إنتاج عام 1951 تأليف “يوسف شاهين” و”فتوح نشاطي” و”فيروز عبد الملك” وإخراج “يوسف شاهين” ،دراما اجتماعية ذات حبكة ضعيفة ومواقف مصطنعة ،وسنة إنتاج الفيلم المبكرة عذر غير كاف لكل هذه العيوب.
حميدة “شكري سرحان” شاب ريفي كسول وارعن يتلقى تأنيبا متواصلا من أخيه القوي ابراهيم “يحيى شاهين “ووالدته “فردوس محمد “بسبب طيشه وعدم اكتراثه ،يضاجع بنت قريته الجميلة زبيدة” فاتن حمامة” التي تحبل منه، فيرغمه أخوه على الزواج منها سترا لها وتحملا لمسؤولية تصرفه.
تواجه زبيدة صعوبات أثناء انجابها لابنها بشكل يصور للجميع احتضارها مما يصدم زوجها الذي يفر على الفور إلى العاصمة بحثا عن عمل بعيدا عن تسلط أخيه، وبحثا عن ابن قريته الشيخ عماد” عمر الحريري” الذي يدرس في الأزهر.
في القاهرة تسلب نقود زبيدة من قبل عصابة محترفة يقودها خليل “محمود المليجي” وعشيقته الحسناء سوزي “سميحة توفيق” مما يجعله العوبة بيدها، فتقوم بتشغيله في تجارة المخدرات مما يعرضه لعقوبة سجن طويلة يتعلم منها درس حياته وتكشف له عن عيوبه وأخطائه.
المشاهد يتساءل بكل براءة، هل هناك شخص عاقل يهجر زوجته إثر موتها بدون أن يدفنها حتى؟ ولمن ترك مسؤولية رعاية طفله الوليد؟ وهل أصبحت مهمة حمل المخدرات في حقيبة وتسليمها للعملاء من الأهمية والحظوة بحيث تهرع عشيقة الزعيم لخداع واغواء صبي الحقيبة وكأنه زعيم عصابة منافس ؟وهل السلطات الأمنية من السذاجة والبساطة بحيث تتهم شاب جاهل أتى يوم أمس من الريف بزعامة عصابة محترفة وإدارة ملهى ودار قمار؟
أسئلة تبقى كلها بدون إجابة حتى نهاية الفيلم حين يعود ابن النيل إلى قريته يوم الفيضان وبالصدفة البحتة ينقذ ابنه الوحيد من الغرق!
مع الأسف الفيلم يضم أساتذة التمثيل ومن إخراج أحد أفضل مخرجيها، لكنه لا يصلح إلا للتسلية وتمضية الوقت، ومسألة دخوله قائمة أفضل فيلم مصري في القرن العشرين يسأل عنها واضعو هذه القائمة.