
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم “أميرة” إنتاج عام 2021 تأليف “شيرين دياب” و”خالد دياب” وإخراج “محمد دياب” ،دراما جريئة مشوقة عن طريقة مبتكرة يستخدمها المسجونون الفلسطينيون المحكومون باحكام طويلة الأمد داخل السجون الإسرائيلية لتمكنهم من إنجاب أطفال من زوجاتهم، وذلك بتهريب منيهم إلى خارج السجن وإجراء عملية تلقيح صناعي بما تحتويه هذه الطريقة من تحديات اجتماعية وأخلاقية.
نوار “علي سليمان” سجين فلسطيني بحكم مؤبد في السجون الإسرائيلية، لكنه مثال للبطولة والتضحية لدى اقرانه الفلسطينيين، وقد اختار طريق المقاومة اقتداء بأخيه الأكبر سعيد “وليد زعيتر” المطلوب والمختبئ عن عيون الإسرائيليين، تقوم وردة “صبا مبارك” بالزواج به عن بعد دون أي ارتباط مادي بينهما تقديرا لشجاعته ووطنيته، وتنجب منه فتاة تدعى أميرة “تارا عبود” بعد عملية تلقيح صناعي بواسطة حيامنه المهربة، وتعيش مع ابنتها في منزل أخيه الأوسط باسل” زياد بكري” الذي يؤمن احتياجاتهما الحياتية، وبعد وصولها لسن المراهقة تعمل أميرة في استديو للتصوير الفوتوغرافي في مهنة متوارثة عبر العائلة.
نقطة التحول في الفيلم هي رغبة نوار في إنجاب ابن آخر بنفس الطريقة، وبعد تهريب حيامنه وظهور تقنيات فحص الحمض النووي، تصعق العائلة باكتشاف عدم أهلية نوار للانجاب أساسا، وبعد مد وجزر يطال شرف السيدة وردة واحتمال خيانتها لزوجها السجين يتم اكتشاف تورط حارس إسرائيلي اتاي “صالح بكري” باستبدال مني نوار بمنيه الخاص، وبالتالي تجد أميرة نفسها بين ليلة وضحاها نصف إسرائيلية في بيئة بسيطة فطمت على كره الإسرائيليين.
المرحلة التالية في الفيلم هي التضحية التي تقوم العائلة تجاه بعضها، حيث تقوم الأم بمحاولة إخفاء الحقيقة بتلويث سمعتها الشخصية حماية لابنتها، بينما يقوم الأب الروحي بمحاولة إقناع ابنته بالهروب مع والدتها إلى مصر، بينما تقوم أميرة بالتضحية بنفسها لإثبات انتمائها الفلسطيني.
الأداء رائع من الجميع ويقدم “تارا عبود” كمشروع ممثلة قديرة ،والحوار مؤثر وشفاف، يجعلنا نحس بجزئيات وتفاصيل الحدث.
قامت أكاديمية السينما الأردنية بسحب الفيلم كممثل لها في مسابقة الأوسكار بدعوى اثارته للجدل، ناسية أن هذه هي وظيفة الأفلام العظيمة، والفيلم يعد من الكلاسيكيات الجديدة للسينما العربية ،ولو تحملت الأكاديمية قليلا من الضغوط ربما كان قد أتى لها بثاني ترشيح للاوسكار أو حتى أول فوز بالجائزة.