يروي فيلم “أدهم الشرقاوي” إنتاج عام 1964 قصة “زكريا الحجاوي” سيناريو وحوار “سعد الدين وهبة” وإخراج “حسام الدين مصطفى”، سيرة البطل الشعبي المذكور المتعلم الشجاع ابن الريف المصري، الذي ناضل لتحصيل حقوق الفلاحين أبناء قريته من جشع الاقطاعيين المدعومين سلطويا من الإنكليز الحاكمين.
تسيطر ابنة أحد الوزراء المتنفذين” شويكار” على موارد قريتها بشكل شبه كامل، لكنها تواجه اعتراضا من الفلاحين بقيادة الشيخ شلبي “صلاح منصور” ،تنجح سيدة القصر بالسيطرة على الوضع عن طريق اغواء الشيخ شلبي عندئذ يأتي دور أدهم الشرقاوي “عبدالله غيث” الذي يقوم بايقاظ الشيخ من غفوته وقيادة التمرد على الظلم والطغيان.
يرفض أدهم إغراء سيدة القصر ويصطدم بالفساد السياسي والقضائي الممثل بعمه العمدة عبد السميع “محمد رضا” ويلقى بالسجن ظلما، وتقع خطيبته سلمى “لبنى عبد العزيز” في يد عميل القصر عبد الغفار “زين العشماوي”، لكنه ينجح في الفرار من السجن مع صديقه مغاوري “توفيق الدقن” أثناء الفوضى التي رافقت انطلاق ثورة عام 1919 بقيادة “سعد زغلول” ،وبدء مرحلة الثورة المسلحة ضد الظلم والاحتلال بالتحصن في الكهوف والمغاور.
يقوم أدهم بافعال معقولة مثل سرقة مجوهرات سيدة القصر واهدائها للفقراء، وأخرى غير مبررة مثل إجبار عمه العمدة على توقيع سندات ملكية الأراضي للفلاحين الفقراء، ولا أدري ما هو نفع هذا الإجراء عندما يستطيع العمدة في اليوم التالي بالتعاون مع السلطات إلغاء كل هذه الأوراق بجرة قلم!
على مستوى الأداء يتميز البطل المطلق “عبدالله غيث” وكذلك “شويكار” في دور الشر لتثبت أنها ممثلة شاملة.
برأيي الشخصي فإن مرحلة الملكية والاحتلال الإنكليزي بكل ما رافقها من أخطاء قد ظلمت كثيرا في السينما والدراما المصرية، ومهما كان مصير المعارضين لحكم الملك فإنه أفضل من مصير معارضي السيسي الآن الذين نراهم يموتون في السجون واحدا تلو الآخر دون أدنى رعاية طبية.