يقدم فيلم “أخضر يابس ” إنتاج عام 2017 وإخراج محمد حماد صورة نمطية عن الإنسان المظلوم الذي يضحي بحياته في سبيل سعادة غيره وهو يتماشى مع واقع المرأة العربية المظلومة بشكل عام . البطلة إيمان وهي امرأة ثلاثينية متوسطة المظهر تعمل في بيع الحلويات – وتقوم بدورها “هبة علي” بكل براعة واقتدار – حزينة ومنطوية بعد فشل ارتباطها بابن عمها الذي فضل عليها امرأة أخرى، وتعيش مع أختها الصغيرة وتحاول أن تلعب معها دور الأب والأم المتوفين لكن دون فائدة، فعندما تقرر الأخت الزواج والسفر إلى السعودية ليس بسبب حبها بل هربا من الواقع الصعب الذي تعيشه تصطدم إيمان بمعوقات المجتمع الذكوري الذي يشترط وجود رجل يكفل العروس ويقدمها للزواج من عريسها،وتفشل محاولة استعانتها بعميها ليقوما بدور الوكيل، فيتهرب أحدهما خوفا من المسؤولية والثاني بسبب ارتباطات عمله، ويبقى العم الثالث المريض وأبو حبيبها السابق الذي تريد الإبتعاد عنه تعويضا لكبريائها المفقود، وتنقلب الأمور فجأة لصالحها عندما يدرك ابن عمها الخطأ الذي ارتكبه بعدم ارتباطه بها ويعترف لها برغبته في تصحيح خطئه والاذعان لرغبة والده المريض، لكن يأتي هذا الاعتراف متأخرا جدا وبعد فوات الأوان إذ تفقد إيمان واحدة من أهم مؤهلات الزواج وأكثرها أنوثة وحميمية.
يقدم الفيلم صورة كئيبة وحزينة تتماشى مع وضع البطلة وهو مليء بالصور التعبيرية مثل الثلاجة العطلة والسلحفاة التي تحاول أن تقلب عن ظهرها لتعاود السير من جديد.
الفيلم جميل ومعبر ومشاهدته موصى بها.