يصور فيلم “أبو صدام” إنتاج عام 2021 تأليف “محمود عزت” و”نادين خان” وإخراج “نادين خان” ،يوم في حياة سائق الشاحنة المعروف بأبي صدام، لكنه ليس يوما عاديا بل عبارة عن مرحلة انتقالية في حياته من السطوة والمجد الذين يصورهما لنفسه ومعارفه إلى الانكسار والتعاسة وما قادته إليه ذكوريته المزيفة.
أبو صدام “محمد ممدوح “سائق شاحنة متزوج متمرس في مهنته يلقب نفسه ب”ملك الطريق”، يعمل على خط الإسكندرية – العلمين مع تابعه المراهق حسن “أحمد داش” ،ملتزم بكلمته صريح في عباراته لا يقبل أن تنزلق منه أدنى قاذورة توسخ الطريق بوصفه مصدر رزقه الوحيد.
من جهة أخرى لا توجد لديه مشكلة بتعنيف زوجته وحتى ضربها ومنعها من الخروج من المنزل حينما تخطئ برأيه، بينما هو يتلذذ بخيانتها عندما تسنح له أدنى فرصة لذلك، ويهوى معاكسة رواد الطريق من النساء ومنعهن من تجاوزه.
في الفيلم نجد أبو صدام وحيدا يأبى اللحاق بركب التقدم الفكري ومصرا على أطر وعادات تجاوزها الزمن، وأصبحت مكروهة بل ومحظورة في أغلب الدول، فيرفض أن تتجاوزه الفتاة المتحررة صاحبة السيارة الحديثة “هديل حسن”، ويشتبك مع عم زوجته “سيد رجب” و أخيها “علي قاسم” بسبب ضربه لها، ويابى أن تهجره فتاة الليل “زينة منصور” بعد أن فشل في مغازلتها ويصمم على اغتصابها بالقوة، فنراه في النهاية كالثور الجريح الذي يحاول تفريغ غضبه في أي شيء يظهر أمامه، حتى أنه يسقط في نظر تابعه الصغير بعد أن كان يمثل له بطلا في الرجولة والشهامة.
في الفيلم نرى شاحنة أبو صدام فارغة من أي حمولة سواء في الواقع أو الحلم كاشارة من المخرجة لخلو عقل سائقها من فكر حقيقي، فنرى لسانه يسبق عقله ويده تسبق كلمته.
في النهاية فيلم “أبو صدام” من أفضل أفلام العام، وإنجاز جيد للمخرجة “نادين خان” ،مع أداء متقن من “محمد ممدوح” الذي تناسب مع الدور شخصية وأداء.