#فيروز… #ماكرون

بقلم الدكتور مدحت محمود
هل هناك ثمة تكريم واحترام حظي به فنان او فنانة مثل فيروز وهي ترى الرئيس الفرنسي ماكرون على عتبة دارها … يتسلق الدرجات كي يصل الى عرينها في هذا الظرف الامني الخطير الذي يمر به لبنان .
هل هناك من يلوم اي لبناني اصيل اذا ذاب عشقا في كل ماهو فرنسي … ان كان رئيسا او ثقافة او لغة او عطرا او نبيذا معتق… وهم يرون رئيسا لدولة عظمى … اول رئيس دولة يأتي متلهفا قلقا لزيارتهم بعد فاجعة مرفأ بيروت ..بادئاً حملة دولية لدعم لبنان الذي انهكته الحروب و الصراعات والفاقة … ثم جاء انفجار المرفأ كي يكمل سريالية المشهد ويزيده قتامة وبؤسا .
وهاهو يعود بعد أقل من اسبوعين ليزور ايقونة لبنان وضوعها العطر … السيدة فيروز التي تخطت الخامسة والثمانين من العمر في دارها ليؤكد للجميع واولهم اهل لبنان الاصلاء ان فرنسا لن تتخلى عنهم … مثلما لا يتخلى النسغ الصاعد من الوصول الى اغصان شجيرات الارز اللبناني .

هل هناك من يلوم اي لبناني اصيل اذا شعر بغليان دمه الذي يجري في عروقه وهو يقارن ما فعله بعض من الرؤساء والقادة بلبنان امثال حافظ الاسد وبشار الاسد وخامنئي الذين سحقوا البهجة في مروج لبنان … بل وقتلوا رفيق الحريري غيلة… وهو الذي أعاد العمران الى لبنان بعد الحرب الاهلية التي قوضت دعائم هذا البلد الوديع الذي كان في الماضي القريب أجمل ما لدى العرب .
كانت امنية كل عربي ان يزور لبنان في الصيف كي يعود بعدها الى بلده منتشيا يتباهى امام اصدقائه بالملابس العصرية الجميلة التي اقتناها من هناك … ويروي لهم قصصا عن الجمال اللبناني في البحر والجبل …والطعام والمزات … بل ويجتهد في ان يقلد اللهجة اللبنانية الرقيقة …ويقع اسيرا في حب صوت فيروز الخالد .
نعم سيعود ماكرون الى باريس وسيتحدث لاصدقائه عن روعة فيروز وبهاء طلعتها … بل وقد يحاول ان يتعلم شيئا من العربية لكي يستمتع ويهنأ بفطوره صباحا وهو يستمع الى فيروز وهي تشدو “حبيتك في الصيف.. حبيتك في الشتي”

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.