أعود لكم اليوم أصدقائي بعد أن كنتُ محظوراً من النشر والتعليق لمدة شهر، وهو الحظر الثاني على التوالي خلال سنة 2021 !.
برأيي الشخصي هوحظر ظالم لا منطقي ولا قانوني ولا يتماشى مع حقوق الإنسان وحرياته في الرأي والنشروالتعبير، بل هو كالعادة محاولة لتكميم الأفواه مِن قِبَل إدارة الفيسبوك ضد الكثير من (أحرار الفكر) كعقوبة لردعهم عن ممارسة حرياتهم الفكرية الإنسانية على ساحة الفيسبوك التي أصبحت وبقدرة قادر تحت هيمنة كل من هب ودب من مترهلي الفكر والمباديء والممارسات !.
ويدعون أنهم “يُريدون الحفاظ على نزاهة وأخلاقيات الفيسبوك” !!، وكم ينطبق عليهم قول الشاعر أحمد مُطر :
وطني يا أيها الأرمدُ ……. ترعاكَ السما
أصبحَ الوالي هو الكَحالَ ……. فأبشِر بالعمى !.
والمضحك أنهم يُرسلون لنا إيضاحات (مُبهمة) ومُبتسرة وغير كافية لفهم الأسباب الحقيقية للحظر ومنها على سبيل المثال:
.تم حظر حسابك لمدة ٣٠ يوماً
لم تتبع منشوراتك السابقة معايير مجتمعنا، لذلك لا يمكنك القيام بالنشر أو التعليق.
تعليقك لم يلتزم بمعايير مجتمعنا المتعلقة بالخطاب الذي يحض على الكراهية.
إن تحديد إدانتنا هنا صعب أحياناً ولإسبابٍ عديدة منها أن كلمة أو مُصطلح (كوميونتي ستاندرد) وتعني: (معاييرمُجتمعنا) والتي تستعملها إدارة الفيسبوك هي مُصطلح مطاطي فضفاض وهلامي وممكن جداً إستخدامه ضدنا بكل سهولة فيما لو أرادت الإدارة إتهامنا زوراً ومحاولة معاقبتنا لإننا لسنا من نفس رأيها في أي موضوع حياتي نطرحه من خلال منشوراتنا وتعليقاتنا اليومية !.
وبسبب كل هذه الهلاميات -غير واضحة المعالم- فإن الناشر أو المعلق في الفيسبوك يشعر دائماً أنه (طريدة) تتعقبها وتُلاحقها عدوانية وبارودة الصياد، أو كذلك الذي يسيرُ في حقل الغام لا يعلم متى وأين سينفجرأحدها تحت قدميه !.
وكل ذلك يأخذ الكثير من فكر وحرية وطاقات وإبداعات ومشاعر وحرية الكتاب والمعلقين للأسف. ومما أدى إلى هجرة بعضهم نهائياً من الفيسبوك !.
يقول الشاعر محمد مهدي الجواهري :
وَجدنا هنا كلَ ذي عورةٍ *** على كل ذي حرمةٍ قد سطا
ثم … لماذا كل هذا التهافت والإصرار والتلذذ المريض في فرض العقوبات ومحاولة تمثيل دور الشرطي أو الحاكم المتسلط المُهيمن على آراء و أفكار الناس !؟.
إن كل ذلك يُذكرُني بقول محمد الماغوط : “ليست هناك موهبة تمر من دون عِقاب” !.
وللعلم أنه لا يوجد جهة معينة مسؤولة كي نتحاور معها حول “حظرنا “الذي أصبح روتينياً في حين أن أغلب أسبابه بعيدة جداً عما تدعيه إدارة الفيسبوك من مُسببات واهية وغير حقيقية … ولكن “لا حياة لمن تنادي” !.
حظري الأخير ولمدة شهر كان بسبب ردي على أحد الأصدقاء الذي قال في تعليقه على منشوري الأخير بأنه شيعي وحاول أن يخطب بنت شيعية ولكن أهلها رفضوه لإنهم من تبعية إيرانية .
وكان جوابي أو ردي على تعليقه هو ( أن نفس الشيء كان يحدث مع مسيحيي العراق ( كلدان وسريان وآشوريين وأرمن ) حين كانوا يرفضون تزويج بناتهم من اولاد بقية الملل مع أنهم جميعاً من دين واحد ) ! .
وأسألكم جميعاً : أين السبب الوجيه والمنطقي والمُقنع في توجيه العقوبة لي ولمدة شهر !؟. وهل ردي كان حقاً يحوي أي نوع من “الكراهية” التي تتكلم عنها إدارة الفيسبوك !؟.
أعتقد جازماً أن عقوبات إدارة الفيسبوك لم تعد تستهدف مضمون التعليق أو المنشور بقدر إستهدافها للأشخاص !، وهذا خطيرٌ جداً ورخيصٌ أكثر.
أن كثرة العقوبات الغاشمة الظالمة وطول مدتها ( شهر) أصبحت أمراً مُتعباً ومُحزناً ومُحبطاً جداً جداً، ولم يعد البعض منا يستسيغ النشر والتعليق في الفيسبوك كما كُنا نعشق ذلك في السابق، وربما … ربما سيهجر بعضنا الفيسبوك كما فعل البعض من الزميلات والزملاء للأسف الشديد، ولا أود هنا ذكر الأسماء .
المشكلة الأكبر في مِحنتنا مع إدارة الفيسبوك هو أنه ليس هناك طريقة للتحاور معهم حول عقوباتهم الغاشمة هذه، بالضبط كالذي يرميك بالحجارة وأنت في الظلام ولا تعلم حتى السبب في الإعتداء ولا تملك حتى حق الدفاع عن نفسك أو حتى الإحتجاج كأضعف الإيمان !!.
ما اروع الشاعر الجواهري في قوله :
لا تنسَ انكَ من أشلاءِ مُجتمعٍ *** يُدينُ بالحقدِ والثاراتِ والدَجلِ
حربٍ على كل موهوبٍ وموهبةً *** لديهِ مُسرَجةُ الأضواءِ والشُعَلِ
المجدُ للحرية .
طلعت ميشو … Mar – 22 – 2021
من ألاخر …؟
١: صدقني أنا تركته من سنوات ، لان من يتحكمون به عواهر وعاهرات لا يخضعون لمنطق وقانون ؟
٢: اتمنى من أصحاب المواقع والاحرار الشرفاء يعنيهم مقاطعة الفيسبوك نهائيا ، سلام ؟