عندما قاد مسيحي ماروني صلاة العشاء في #كراتشي

الكاتب السوري اشرف مقداد

عندما قاد مسيحي ماروني صلاة العشاء في #كراتشي
صديقي روبير المسيحي الماروني اللبناني حلم حياته ان يصبح طيارا تجاريا.فلما هاجر مع عائلته لنيوزيلاندا دخل مدرسة للطيران وتخرج ولكن حتى يكون له فرصة ليعمل في شركة طيران هو يحتاج الى عدد كبير من ساعات الطيران وعلى مختلف المحركات وهذه مكلفة جدا فبدأ بتدريس الطيران للمبتدئين وغالبهم كانوا من دول العالم الثالث وأكثرهم من مسقط والبحرين والكويت
فكان مرغوبا به جدا لتكلمه العربية والانكليزية
حكومة نيوزيلاندا تدعم العديد من الدول العايفة طيزها وخاصة من دول الكومونولث
وفي احدى المشاريع التي تبنتها نيوزيلاندا كانت ارسال مدربي طيران الى عدة مدارس طيران في الباكستان
طبعا هذا حلم لأي طيار هنا يريد ساعات طيران وان يقود طائرات كبيره بدون ان يدفع هو شخصيا.
فقرر روبير ان “يتطوع”
فلما سمعت انه سيذهب الى الباكستان فجأة شعرت “بالقلق” كبان كيمون وشحطته لعندي على البيت واعطيته درسا عن الباكستان (مررت في الباكستان عدة مرات)
ثم بدأت بتعليمه الوضوء والصلاة فلما استغرب قلت له ضع ثقتك على العمياني بشخصي واسمع يا عبد الله
قلت لن يصدق باكستاني انك تتحدث العربية وانك لست مسلما بنفس الوقت اسمع مني ياولد ولاتعاندني يابني
واعطيته كتيب للاطفال عن تعاليم الصلاة وقرٱني الوحيد وخلال اسبوعين حولت صديقي روبير الى “الياس” وما ان حان وقت السفر الا كان “الياس” “مولانا” ويكفي انه يتكلم العربية وهذا يكفي
سافر صديقي وكنا نتواصل على الام اس ان وقتها….
بدأ بالتدريس وطبعا لم يحب الباكستان (ومين بيحب بقعة هالخرى بدي افهم؟
ولكنه تحمل لمدة الثلاثة اشهر عقده الذي قبل به
في احد ايام الجمعة باواخر عقده وهي عطلة رسمية في الباكستان نزل في كراتشي يبحث عن كنيسة ليصلي بها واذا بمجموعة من طلابه امامه .رحبوا به وعزموه على وجبة وبعد الطعام ارادوا ان يذهبوا للمسجد القريب ليصلوا العشاء …..وعلق مولانا الياس فهو كان قد اقنع طلابه انه “واحد منهم”


فحدث نفسه : ” مافيها شي كلن طوبزتين وبخلص”
لما دخلوا المسجد الصغير تفاجأ وهم يدفشونه للمقدمة ليأم الصلاة حيث مولانا الياس من “اهل البيت” واعلم الموجودين بالقرٱن بحيث انه يتحدث العربية
قاد مولانا الياس الصلاة وبكل اقتدار وبصوت جهوري وعلى طريقة وديع الصافي في موال “يابني”
وصلى الجميع فرحين وراء مولانا صلاة العشاء
ركعتين فقط!!!!!!!!
سألت مولانا الياس ولك ماحدا نبهك ؟
قلي ولا حدا استرجى فأنا اعلم الجميع بالقرٱن
فقلت بنفسي والله لو انت بدولة عربية لرجموك العريفة
طبعا رجع الى نيوزلاندا بعدها باسبوع لانتهاء عقده وبوجه من المطار على الكنيسة ليستغفر ربه ثم لعندي لنسكر ويموتني من الضحك…..مولا نا الياس الله يسعدك…..بشرفي لأصلي وراك…صلاة العشاء ..؟ركعتين وكاس العرق بايدي يامولانا

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.