عندما فهم أردوغان أن بقاء الأسد في السلطة هو بقاء له في السلطة

طلال عبدالله الخوري 25\7\2018 © مفكر حر

كما قلنا سابقا حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجماعة الأخوان أن يأخذوا الأسد بالخديعة, في بداية الثورة وطلبوا منه مجرد إشراك الأخوان في الحكم, وبعد أن رفض الأسد قرروا تسليح الثورة, وارتكبوا أكبر خطأ في حق الثورة السورية السلمية النقية من حيث تسليحها ومن حيث أسلمتها, وظن أردوغان نفسه خليفة المسلمين وأن 23 مليون سوري سيتحركون بإشارة من سبابته!! ولكن حسابات أردوغان وجماعة الإخوان كانت خاطئة 100% فالحاضنة الشعبية لجماعة الإخوان أقل من 10% من الشعب السوري المتعدد الأطياف, ونسبة مؤيدي الإخوان بين السنة السوريين اقل من 15% منهم, وبهذه الخطوة الغبية فقدت الثورة السورية جهود الكثير من الأقليات المسيحية والدرزية والعلوية والعلمانيين السنة والتجار وأبناء المدن, والأكراد وغيرهم من المكونات السورية .. ولشدة غباء الإخوان واردوغان قرروا الاستعاضة عنهم بشذاذ الافاق من الإرهابيين الجهاديين بالعالم, وقاموا بإستدعائهم عبر المساجد التابعة لهم بالعالم وجندوهم لصالح مشروعهم!!! أي ببساطة استبدلوا اخوتهم من أهل البلد الوطنيين السوريين بأوساخ وقذارات العالم وهذه قمة الخيانة واول خيانة ارتكبها أردوغان وجماعة الإخوان بحق الثورة السورية.
الخيانة الثانية التي ارتكبها أردوغان وجماعة الأخوان بحق سوريا هو أنهم ابعدوا عنا الدعم العربي وخاصة الخليجي لأن الحكام العرب يعادون المشروع التركي الاخواني الذي يخطط لإسقاط انظمتهم والاستيلاء على عروشهم, وبدل من أن يدعموا الثورة ضد الأسد أصبحوا يدعمون حلفاء الأسد ضد الثورة السورية. (قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جميع النفقات العسكرية لحملته العسكرية في سوريا لدعم نظام الأسد تكفلت بها دولة الإمارات العربية).
الخيانة الثالثة التي ارتكبها أردوغان وجماعة الإخوان أنهم نفروا أميركا والغرب من الثورة السورية بعد أن جعلوها طائفية وابعدوا عنها أهلها واستبدلوهم بالارهابيين الجهاديين من قاذورات العالم .

كل ما سبق لم يكن كافيا لإبقاء الأسد بالسلطة, ولكن الشعرة التي قصمت ظهر البعير وابقت الأسد في السلطة هو أن أردوغان ذاته اصبح ضد إسقاط الأسد, واصبحت حساباته السياسية الداخلية التركية تقتضي ببقاء الأسد في السلطة, وحتما الإخوان دعموه بهذا لأن تركيا هي آخر مساحة جغرافية لهم بعد أن تم طردهم من مصر والخليج وكل الدول العربية .
لقد خشي أردوغان من سقوط الأسد وإحتمال تغيير الحكم في سوريا إلى حكم “لا مركزي” أو “كونفدرالي” يحصل به الأكراد في شمال سوريا على نوع من الحكم المحلي الذاتي وهذا حتما كان سيؤدي الى اسقاطه من الحكم في تركيا, فبعد أن فهم أردوغان بأن ثقل حلفائه في جماعة الأخوان على الساحة السورية اقل من 10% وهم غير قادرين على التحكم بكامل سوريا وفرض أجنداتهم على الشعب السوري, قرر أردوغان ومعه جماعة الاخوان بأن بقاء الأسد في السلطة هو ضمان لبقاء أردوغان في السلطة وتنفيذ مشروعه الإخواني في استعادة الخلافة العثمانية و في أن يصبح ديكتاتور تركيا ويقلب الحكم إلى حكم شمولي تحت قبضته وقبضة جماعته.
( تم تسريب من اجتماعات المعارضة السورية السياسية مع الدول الداعمة من أصدقاء الشعب السوري أن ممثل الإخوان في الاجتماع صاح بوجه وزير الخارجية الفرنسي لأنه اقترح عليهم خطة مناسبة لإسقاط الأسد وقال له بالحرف الواحد ” لا نريد اسقاط الأسد” .. ولحسن الحظ مع تطور التكنولوجيا وتسريبات وكيليكس سنرى قريبا تسريب لشريط الفيديو لهذه الخيانة من جماعة الإخوان وأردوغان)

من هنا نرى بأن خوف أردوغان من سقوط حكم الأسد وحصول الأكراد على حكم محلي ذاتي, تحول هو ومعه جماعة الإخوان إلى داعمين لبقاء الأسد في السلطة, فبالنسبة لهم بقاء الأسد افضل بكثير من حكومة وطنية سورية من العلمانيين الوطنيين. … ولهذا السبب تحالف أردوغان وجماعة الأخوان مع حلفاء نظام الأسد الروس والإيرانيين في مؤتمرات سوتشي والاستانة ووصلوا بنا بالوضع إلى ما هو عليه الآن.

ملاحظة هناك تفاصيل كثيرة ذكرناها في مقالات سابقة ولم نكررها هنا لذلك نزكي لكم قراءة مقالنا السابق لفهم أعمق لما نقوله وتجدونه على هذا الرابط: المسلحون السوريون لم يطلقوا رصاصة واحدة على النظام فمن سلّحهم ولماذا؟

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.