عاري وخائف … Naked & Afraid

هو عنوان لمسلسل وبرنامج أمريكي يتم عرضه عبر
( قناة الإكتشافات Discovery Channel )
حيث يتم إختيار إمرأة ورجل لا يعرف أحدهم الاخر، شرط أن تكون لديهم ولو بضعة تجارب حياتية مع الطبيعة القاسية، ويجعلونهم يعيشون معاً (عراة تماماً) وفي واحدة من أصعب الجغرافيات -غير المسكونة- في العالم ولمدة 21 يوماً.
وطبعاً هو نوع من التحدي الكبير والخطير في مواجهة صعوبة الحياة كما كان يفعل بالضبط الإنسان القديم، وحتماً لقاء مبالغ معينة لم يُعلن عنها أوعن قيمتها للجمهور لحد الآن .
ويُسمح للشريكين بإختيار ثلاث حاجات فقط لتساعدهم على العيش منها مثلاً : (( ساطور ، قدر معدني لتسخين وغلي الماء الملوث، مقدحة لإشعال النار، شبكة صيد، قوس ونشاب لصيد الحيوانات، غطاء على شكل شبكة لمقاومة الحشرات أثناء النوم في الليل … الخ )) .
كذلك يتم تزويد كل منهما بكيس مصنوع من الخيش ( وهو القماش الذي تُصنع منه كونية التمن العراقية – كيس الرز )، ويتم تعليقه حول الرقبة لحفظ حاجياتهم وستر بعض عوراتهم، وحين يتم العرض التلفزيوني للفديو المُلتقط للمرأة والرجل يتم تظليل عوراتهم بحيث لا يراها المشاهد .
وطبعاً يُرافق ثنائي المرأة والرجل طاقم من عدة مصورين – أعتقد ثلاثة – ولكن لا يحق لهم التحدث مع المرأة والرجل لإن وجودهم هناك فقط لإلتقاط أهم الأحداث خلال ال 21 يوماً المفروضة .
بعد لقاء المراة والرجل المعينين تقع عليهم مسؤولية بناء كوخ –
Shelter
كي يناموا داخله وليقيهم من البرد والحر والمطر، كذلك عليهم خلق نار وتجميع الحطب والمحروقات طوال اليوم للتدفئة أو للطبخ وتسخين الماء الملوث، كذلك إيجاد الطعام من نبات وحيوان وبحسب ما هو موجود ومتوفر في تلك المنطقة، وحتماً عملية الصيد ليست سهلة ابداً حيث قد تمر أحياناً عشرة أيام من دون الحصول على الطعام من نبات أو ثمار وفواكه وطير أو أفعى أو حشرات وديدان أو ضفادع وأسماك أو حيوانات أكبر وأخطر .


كذلك يتم تزويدهم بخيط معلق في رقبتهم وفيه خرزة هي عبارة عن سماعة لتمكين مُعِدي البرنامج من التصنت لكل كلام الشريكين ليلاًونهاراً ولإغراض عديدة منها سلامة كل منهما
وطبعاً لو فشل أي واحد من الشريكين في إتمام ال 21 يوماً المفروضة فسيتم حرمانه أو حرمانها من المبلغ المقرر، وأحياناً يفشل أحد الشريكين ولكن الشريك الثاني يستمر لوحده في إتمام ال 21 يوماً إلى نهايتها.
وأسباب الفشل كثيرة منها عدم قدرة الإنسان على مواصلة تحدي هذه المخاطرة الكبيرة .. جسدياً وفكرياً، لإنها مُهمة صعبة جداً كما يظهر من خلال كل الفديوات المعروضة خلال ال 11 عاماً منذ بداية هذا البرنامج ولحد الان حيث يتم عرض هذا البرنامج كل ليلة اربعاء في التلفزيون الأمريكي .
ويتم إعطاء الشريكين خارطة بالمكان الكبير الذي هم فيه، مع تحديد انواع الحيوانات التي تعيش في تلك البقعة الجغرافية من الأرض التي هم فيها، كذلك يؤشر ويُحدد لهم المكان المفترض تواجدهم فيه حين انتهاء مدة ال 21 يوماً، وهذه الرحلة القصيرة لوحدها قد تستغرق ساعات من المشي في اماكن خطرة جداً وصعبة بشكل كبير وخاصةً لشخصين مُتعبين جائعين فقدوا بين عشرين إلى أربعين باون من وزنهم الحقيقي بسبب الجوع وقلة النوم وشظف العيش كما كان يعيش الإنسان القديم .
يتم إختيار أصعب جغرافيات العالم والقارات كلها لتجربة ال21 يوماً وليلة للشريكين المزمع تعريضهما لهذا التحدي الصعب، ومن ضمن ما تم إختياره لحد الان من أماكن موحشة وغير مأهولة : ( بنما، نيكاراكوا، ماليزيا، بورما، آلاسكا، كندا، بعض بلدان العالم الأشتراكي، غابات الأمازون، المكسيك، هندوراس، بيرو، كمبوديا، الهند، ومناطق متعددة وخطرة من افريقيا وأستراليا وأميركا … الخ . والغريب أنه لم يتم إختيار أي دولة عربية أو إسلامية لحد الآن !!!.
ممكن أن يكون الشريك ( إمرأة أو رجل ) في هذه التجربة والتحدي أبيض أو اسود أو من أي جنس أو لون أو دين، أصغر منك عمراً أو أكبر، وفي بعض الحالات أرسلوا في هذه المغامرة رجلين وأمرأة واحدة، وأحياناً أمرأتين ورجل واحد، وأحياناً ارسلوا توأمين من الأخوات أو توأمين من الأخوة أو رجلين وأمرأتين أو اربعة رجال وأربعة نساء أو صديق وصديقته أو زوج وزوجته … الخ من التنويعات الطريفة . ومن خلال ملاحظاتي الشخصية أن (أغلب) الرجال كانوا في السابق من المنتمين لوحدات الجيش الأمريكي والمعروفين بخشونة تدريباتهم وتحملهم لإنواع الحياة القاسية .
بعض المُشاركين في هذا البرنامج تعرضوا لإخطار جسيمة وحقيقية كلسع الحيات والعقارب والعناكب والحشرات السامة، او تعرضوا لكسور في أجسادهم أو لحالات رضوض شديدة أو لإمراض عرضتهم للملاريا أو التسمم من كل نوع أو الإسهال الشديد أو لحالات البرودة التي تشل الجسد او لحالات عدم تحمل الجوع حين لم يكونوا يجدون ما يسد رمقهم لإيام طويلة، أو لحالات الخوف ( فوبيا ) من الطبيعة والمجهول … الخ من الأسباب .
حسب رأي النقاد يعتبر هذا البرنامج من أنجح البرامج الأمريكية وقد حاز على المرتبة الأولى للعروض التلفزيونية لحد الان.
وأنا شخصياً أتابعه منذ سنوات عديدة وأنتفعُ جداً بمشاهدة معرفية علمية دقيقة لمعاناة الإنسان في الحياة وبالضبط كما كان يفعل أجدادنا الأولين من سكنة الكهوف والمغاور والغابات والأكواخ في بداية تواجدهم على الأرض، وكيف كانوا يأكلون كل شيء، ويصنعون أسلحتهم البدائية بغية الصيد والدفاع عن أنفسهم في حياة وأجواء قاسية جداً وتحت ضغوط ومخاوف الطبيعة التي لا ترحم .
ومن الأمور التي أعجبتني في هذا البرنامج هي كيف أن الشخصيات البشرية تظهر على حقيقتها وبكل وضوح أثناء تجربة العيش القاسي المُشترك كما يحدث للشريكين في هذا البرنامج، حيث تظهر شخصياتهم على حقيقتها من أنانية أو نكد أو قلة عقل أو إيثار وتضحية وطيبة ونكران ذات …الخ من سلبيات أو إيجابيات قد لا تظهر إلا من خلال تجارب حياتية قاسية كهذه .
المجد للإنسان خلال مسيرة الحياة القاسية عبر كل الدهور .
طلعت ميشو … Mar – 23 – 2021
Brian Moylan of The Guardian called it the “best reality show on television”

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.