قرأت قبل قليل مقال لنصف المثقف اليساري عارف دليلة بعنوان “الثقب الاسود لثروات ومقدرات البشرية ( بمناسبة سقوط الترامبية العنصرية وبقاء مخلفاتها “العربية” !)” … وهو ملئ بالتعابير اليسارية الفارغة التي هدفها غسيل ادمغة اليساريين السذج, ولا تختلف باي شئ عن اي محاضرة دينية للقرضاوي عندما يغسل ادمغة متابعيه.
اعطيكم مثال على هراءاته: هو يعتبر بان سبب قوة الدولار هو معاهدة “بريتون وودز” التي عقدت بعد الحرب العالمية الثانية ؟؟ ههههه طيب هذا مضى عليه 70 عاما, فلماذا الى الان القوى العظمى مثل الصين وروسيا واروبا واليابان .. الخ .. مازالوا يعتبرون بان الدولار هو المعيار لاي اقتصاد؟ ولماذا لم ينسحبوا من معاهدة بريتون وودز للان اذا كانت تضر بمصالحهم الاقتصادية الوطنية؟.. هذه بريطانيا ( على سبيل المثال) انسحبت من الاتحاد الاوروبي عندما وجدت انه يتعارض مع مصالحها الاقتصادية ولم يحدث شيئا؟؟
قولوا لهذا المهرج اليساري بان قوة الدولار هو من قوة الاقتصاد الامريكي, ولهذا السبب وثق العالم كله به وبمصداقيته .. وانا كتبت بمقال سابق يستطيع اي انسان او شركة ان تصدر عملتها الخاصة, وعندما تكتسب مصداقية سيثق بها الناس ويتعامل بها الناس .. لان السوق الحر مفتوح للتنافس لكل من يريد المنافسة, وان العملة الورقية هي وسيلة للتبادل وتقدير الثروة, وقد قبل الناس استخدامها بدلا من الذهب لانهم وثقوا بها, اي ان العملة مرادفة لكلمة الوثوقية, والناس في كل العالم تثق بالدولار للتبادل, لأن الدولار وفقط الدولا كسب ثقة الناس,…أما لماذا وثق الناس بالدولار عن باقي العلملات الاخرى؟ فالجواب ببساطة: لأن اي انسان استطاع ويستطيع وسيستطيع ان يبادل الدولار ويشتري به النفط والطائرات والذهب والمصانع والمنتجات الزراعية وكل شئ يحتاجه الانسان لمعيشته ورفاهيته, في اي مكان على سطح الارض, بينما لا يستطيع ذلك مع العملات الاخرى ولايثق بالعملات الاخرى بنفس المستوى…
لماذا عندما تبيع اي دولة بالعالم سلعها تطلب الثمن بالدولار؟ ببساطة لأنها بحاجة ان تشتري المنتجات الاميركية التي هي بأمس الحاجة لها, ومن هنا تأتي قوة الدولار, اي من قوة المنتجات الاميركية التي بحاجة لها كل العالم, والمنتجات الاميركية هي اهم واكبر من كل ما ينتجه بقية العالم,… نعم اميركا تنتج اكثر من كل العالم,…. والعالم بحاجة لمنتجاتها…. ولا يستطيع العالم الاستمرار بنفس المستوى من الرفاهية من دون المنتجات الاميركية, ومن هنا تأتي مكانة الدولار, ولولا ذلك لتم استبدال الدولار منذ زمن طويل.