
الاسد بين سواعده اليمنى من الشيوخ السلطان
ظاهرة انتشار الإلحاد
هذا المقال لا يعبر عن رأي الكاتب . بل ينقل للقارئ ما يقوله المسلم من تهم وما يؤمن به وما يعتقده الملحد عن الإسلام واسباب تركه له.
كلما تقدم العلم والحضارة وازدادت المعرفة والقراءة والتثقيف بين الناس زاد الفهم وتفتحت العقول حول حقيقة الإسلام وتاريخه و ما جاء به القرآن وما هي الأخطاء والتناقضات التي يحتويها، وما كان سلوك النبي و تصرفاته . وبعد دراسة وتفكير ومقارنة بين الأديان يتخذ العقلاء والمثقفون منهم القرار النهائي بالبقاء في الإسلام ام تركه بعد ان يقتنعوا انه ليس دينا سماويا . ولهذ نجد المسلمون المتعصبون يشنون حملات قاسية على المرتدين عن الإسلام ويصفونهم باشنع الأوصاف المسيئة، ويكيلون لهم الإتهامات الكثيرة لتشويه صورتهم في المجتمع .
ومن اولى الإتهامات التي يطلقها المسلمون على تاركي الإسلام والمتجهين الى الإلحاد هو تهربهم من ممارسة الطقوس والعبادات، مثل الصلاة بأوقاتها الخمسة و صيام رمضان لما فيها من مشقة والتزام صارم بالأوقات . وأن الإلحاد فيه تحرر من هذه القيود التي تحد من حريتهم الشخصية . ويجدون فيها هروبا من التكليف والواجبات .
اما الملحدون فيقولون ان هذه اسباب واهية وتهم باطلة . وانهم لم يتركوا الإسلام تهربا من العبادات، بل تركوه لرفضهم ما يرتبط به من ممارسات وشعائر .
سئل احد الملحدين عن سبب تركه الإسلام فأجاب : تركت الإسلام لأني لم اقتنع أنه دين من عند الله، ولم أشعر أن القرآن هو كلام الله. وتاريخ الإسلام والمسلمين الأوائل مخزي ومعيب يعتمد على الغزوات والقتل وسفك الدماء و سبي واغتصاب النساء وتحويلهم الى جواري و ملك يمين لمتعة الرجال، اضافة الى سرقة اموال الناس الأبرياء بالغزوات تحت مسمى الغنائم التي يتقاسمها رسول الإسلام مع صعاليكه . وان هذه الأفعال الشنيعة الغير إنسانية هي من ركائز و مقومات تأسيس الإسلام.
اما سيرة الرسول وتاريخ حياته ، فأني لم اقتنع من خلال دراستي المعمقة لها أن هذا الشخص اصطفاه الله لحمل رسالته وجعله نبيا وقدوة للبشرية جمعاء . ويكمل الملحد كلامه قائلا : توقفت عن ممارسة العبادات والصلوات نتيجة لخروجي عن الدين وليس سببا له . لو بقيت مصدقا للإسلام أنه دين من عند الله لواصلت اداء الصلاة والفرائض . ومن الطبيعي بعد خروجي عن الإسلام أن أتوقف عن ممارسة فرائضه وشعائره لعدم حاجتي لها .
نحن نعلم ان الكثير من المسلمين لا يؤدون الصلاة كلها في اوقاتها، والكثير منهم لا يلتزمون بصيام رمضان وهم لايزالوا يدعون أنهم مسلمون مؤمنون لم يفقدوا إيمانهم بالله وبالرسول . ومنهم من يكون اشد تعصبا للدين دفاعا عنه .
هناك اتهام آخر يلصقه المسلمون بالملحدين للنيل من سمعتهم وتشويه اخلاقهم و خاصة الشباب منهم، وهو ان الشباب تغلبهم الشهوات الجسدية ويرغبون في تفريغها دون ضوابط ولا حساب و لاعقاب . لا دين يقيدهم ويحول دون رغبتهم في تحصيل اللذات . فيلجئوا للإلحاد ليهربوا من وخز الضمير .اي ان الملحد ينكر وجود الله فقط لأنه يريد ان يبقى حرا لإشباع الشهوات الجسدية دون تعذيب ضمير و خوف من نار جهنم . وقد تبدو هذه منطقية لأول وهلة . ولكن من يمنع الإنسان لإطلاق العنان لشهواته و رغباته الحيوانية إن إنتفى عنده الواعز الديني ؟ ما الذي يمنع الملحد من مضاجعة أمه او أخته إن هو اشتهى ذلك ما دام لا يعتبره حراما ، بينما هذا الفعل لا يوجد عند الملحدين ؟
يكمل الملحد كلامه فيقول : القول ان الملحد ينكر وجود الله فقط لأنه يريد ان يبقى حراً لإشباع شهواته يتضمن افتراضا آخر وهو ايضا غيرصحيح . وهو ان الملحد يعلم ضمنيا ان الله موجود وأنه يحاسب ويعاقب . لكن حبه للشهوات أقوى للشهوات أقوى من خوفه من عقاب الله .
من المجنون الذي ينكر الحق رغم علمه به ، ويكفر ويخاطر بآخرته فقط لأرضاء شهواته الزائلة ؟
ها هم المتدينون يرتكبون المعاصي والفواحش كل يوم دون أن يتركوا الدين ويدعون أنهم ملتزمون بالإسلام. في الإسلام يكفي أن تؤمن بالدين وتدعي التدين و تتظاهر بالصلاة والصيام و لا اهمية عند البعض للأعمال والأخلاق .
قال نبي الإسلام لأبي ذر الغفاري : من قال : ” لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم مات على ذلك دخل الجنة وإن زنى وإن سرق ” ثم كررها ثلاث مرات للتأكيد لأن ابي ذر لم يصدقها .
ان أكثر الشهوات التي يتهم المسلمون الملحدين بها هي ملذات الجنس . وهذ مضحك لأن الإسلام يمنح الرجل امتيازات وإمكانيات متعددة للحرية الجنسية والتسيب الجنسي . فلماذا يترك الرجل دينه ليستمتع بما وفره الإسلام له من متع جنسية ؟ اول هذه الإمتيازات هي تعدد الزوجات الى اربعة وهي كافية لأشباع الرجل جنسيا إن كان مقتدر ماليا . ويمكن للمسلم ان ينكح العدد الذي يحلو له فقط بهذه الحجة الشرعية . فيمكنه أن يتزوج باربعة ، ثم يطلقهن ويستبدلهن بعد فترة برباعي آخر شرعا . وهذا ما يفعله الملوك والأمراء والأغنياء المقتدرين ماليا و لا حرج عليهم دينيا .
كما يستطيع المسلم أن يتخلص من الزوجة التي لم تعد تحلو له بالطلاق واستبدالها بأخرى أجمل و أصغر وهذا متاح له شرعا . كما اراد النبي ان يفعلها مع زوجته كبيرة السن الغير جميلة سودة بنت زمعة لولا توسلها له وتبرعها بليلتها الى عائشة الصغيرة . كما يحلل الإسلام الزواج من الطفلات القاصرات الصغيرات اسوة بسنة النبي الذي تزوج بالطفلة القاصر عائشة وهي بعمر تسع سنوات !
هذا عدا تشريع زواج المتعة والمسيار وانواع اخرى من هذا الزواج المبتكر عند السنة والشيعة وهذا نوع من الدعارة الحلال المغلفة بستار ديني . اضافة لكل هذا يحلل الإسلام ممارسة النكاح والجنس مع ملك اليمين من سبايا الغزوات او من الجواري التي يشتريها من سوق النخاسة قبل ان تمنع دوليا بقرار من الأمم المتحدة. علما ان نبي الإسلام كان يضاجع الجارية (ماريا القبطية) التي اهداها له المقوقس حاكم مصر كرشوة له كي لا يهاجم بلاده ، وقد خلفت له ابنا من نكاح الزنى لأنها ليست زوجة شرعية .
الإسلام مارس العبودية واسترقاق العبيد وكان النبي و صحابته من الخلفاء الراشدين والمبشرين بالجنة يمتلكون العديد من الجواري وإلإماء والعبيد نساءُ ورجالا للمتع الجنسية وهن لسن زوجات شرعيات ! وكان في صدر الإسلام اسواق لبيع وشراء النساء والعبيد بتشريع قرآني . فهل يستوجب على الرجل ترك الإسلام ويلحد ليستمتع بالشهوات الجنسية وهي محللة ومتوفرة له بتشريع اسلامي ؟ فهذه التهمة باطلة ايضا .
من اسباب ترك الإسلام ما يراه الملحد أن من أن الإسلام لا يهتم بمشاعر المرأءة المطلقة والسبية، او نكاح جارية مشتراة من سوق النخاسة او سبية من غزوة ما قد قتل اهلها جميعا . وهذا ما فعله قدوة المسلمين في احدى غزواته حيث نكح السبية اليهودية صفية بنت حيي بن الأخطب بعد ان قتل اباها واخاها وزوجها ثم نكحها الرسول في طريق عودته من الغزو مباشرة دون ان يستبرئ رحمها ويراعي فترة عدتها التي هو من شرعها لغيره واستثنى نفسه منها. ولهذا لا يرى الملحد وجوده في الإسلام شرفا له.
يغضَب المسلم المتعصب من ممارسة الحب بين شاب وشابة يحبان بعضهما وبرضاهما يجمعهما الحب والأحترام والإتفاق والمودة دون وجود ورقة يصدرها شيخ او رجل دين تسمى عقد زواج. او شراء امرأءة بمبلغ من المال من أهلها ربما بدون رضاها او بلا حب مسبق. ويسمى مبلغ الشراء مهرا .
من يرغب بالتسيب الجنسي عليه أن يبقى في الإسلام ويطبق الشريعة لا أن يرتد عنه، لأن الإسلام يوفر له كل المتع الجنسية بسهولة.
المسلم الذي يرتكب المعاصي يهرب دوما من المسؤولية ويبرر ضعفه بوجود قوة خارجية عنه كإرادة وأقدار وضلال الله ومكائد الشيطان . بينما يجرد الإلحاد ألإنسان من كل هذه العكاكيز والشماعات البائسة ، فهو ليس إنحلالا بل نزعا للإنحراف و الغرور .
يتهم المؤمنون الملحدين أنهم لا يمتلكون مرجعية أخلاقية تحصنهم الوقوع في المحرمات خاصة ممارسة الجنس . ويدّعون أن الملحدين ماداموا لا يؤمنون بوجود الله وقانون سماوي فهم لا يتوانوا عن ممارسة الجنس مع أمهاتهم وأخواتهم لعدم وجود شريعة تحرم ذلك عليهم. بل ان قسما من المؤمنين الإسلاميين يكاد يجزم ان كل لا ديني يمارس هذه الأفعال . والملحد يرد على الإسلاميين عن هذا الإتهام فيقول : لو تدبر المسلمون قرآنهم لوجدوا في قصة الخلق أن صاحب هذه المروية الأخلاقية هو أول من يناقضها . فكل الذين يؤمنون بقصصة الخلق الأولى التي ورد ذكرها بالقرآن والتوراة من قبله يؤمنون بالضرورة انهم أبناء سفاح محارم . فحسب قصة الخلق / خلق الله آرجل واحد هو آدم وزوجة واحدة له هي (حواء) ومنهم جاء نسل البشرية كلها . اي ان ابناء آدم تزوجوا من أخواتهم وخلفوا نسلا . فلماذا لم يخلق الله عدة نسخ من الرجال وعدة نسخ من النساء بكلمته المشهورة كن فيكون، ليتزاوجوا فيما بينهم ويخلفوا نسلا من أناس متباعدين في القرابة دون أن يكون بينهم نسلا من سفاح و من المحارم المعيبة التي شُرِعَ فيما بعد بتحريمها؟
الملحد ليس شخصا شهوانيا متحللا من القيود والإلتزامات الأخلاقية كما يحلو للبعض تصويره بغرض تشويهه و صرف المؤمنين من الإستماع له . ولا يوجد إنسان الحدَ وترك الإيمان لأن لديه رغبة جامحة لغرض الإنسياق وراء شهواته الغريزية الغير منضبطة. وما اصبح البعض ملاحدة إلا ما قاده تفكيرهم العلمي و العقلاني له بوجود الأدلة المقنعة لهم .
اتهام آخر موجه من المسلمين المتشددين الى الملحدين وهو : أنهم لا يفهمون الإسلام فهما جيدا .
كل الملحدين لا شك انهم سمعوا هذا الإتهام من قبل من الشيوخ ورجال الدين المتعصبين وهم يقولون : اي شخص يدرس الإسلام ويفهم حقيقته لا يمكن ان يتركه ويرتد عنه . وعلى الملحد ان يتوقف عن نقد الإسلام لأنه غير متخصص ولا يفهم بعلوم الدين ولا بتفسير القرآن وربما يفهمه فهما سطحيا !
يجيب الملحدون على هذا الإتهام الفاسد بقولهم : هذا كلام فارغ لا معنى فيه لعدة اسباب :
اولا : المسلمون لا يشترطون على من يعتنق الإسلام أن يدرسه ويفهمه اولا كما في المسيحية . بل لا يسألونه ان يحفظ آيات من القرآن . بل يكتفون بمن يقبل الإسلام ان ينطق بالشهادتين فقط ولو بكلمات مبهمة غير مفهومة وخاصة لغير الناطقين بالعربية بعد ان يلقونها له ويرددها خلفهم كالببغاء بلا فهم لما يقوله . كما هلل وكبر شيوخ المسلمين الذين لقنوا لاعب كرة مشهور من البرازيل الشهادتين ليرددها بعدهم فيقول بعربية مكسرة : (أشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان مدمدما رسول الله ) ويمكن مشاهدة هذا الفيديو على الأنترنيت ؟ حتى اسم نبي الإسلام لا يستطيعون لفظه فكم فهموا الإسلام والقرآن الذي انتم العرب عاجزون عن فهمه بلا كتب التفسير ، لأنه كتاب الغاز وطلاسم .
من المسائل المضحكة ان شيخا سلفيا حاول اقناع صبي افريقي اخرس ليقبل الأسلام . فصور فيديو لأعلان الشهادتين لهذا الصبي الأخرس ، فكان يردد ما يقوله الشيخ رافعا اصبعه الى الأعلي ويقول اه او اه اي او اه ا ا اي اي . فكبر الشيخ وقال الله اكبر لقد كسبنا شخصا جديدا الى الإسلام.
يهمكم الدعاية وزيادة العدد ولا يهمكم النوع وفهم الإسلام .
وبنفس المنطق يقول الملحد على كل مسلم ان يتخصص بكل ديانات الشعوب ويخبرنا لماذا لا يؤمن بكل واحدة منها ويفضل الإسلام عليها بعد دراستها طبعا . لماذا لا يؤمن المسلم بالبوذية مثلا ؟ ومن حق الملحد ان يقول للمسلم المؤمن انت لا تؤمن بالبوذية لنك لا تفهمها .
المسلمون يرثون الدين عن الأبوين وليس بالدراسة والتعلم والإقتناع ثم اتخاذ القرار بالقبول . وان حفظ القرآن لا يفهم معانيه وتفسيره . لأنه كتاب لا يفهمه ألا الراسخون بلغة قريش . وبعض المفسرين الذين لا يتفقون على تفسير موحد . ومعظم المسلمين الأجانب الذين يدخلون الإسلام لكسب الشهرة او اموال السعودية والأمارات كللاعبي كرة القدم او بعض الكتاب او الشخصيات التي تلهث وراء الدعاية .
ان تاركي الإسلام من الملحدين هم أكثر الناس ثقافة وعلما في الإسلام ، ولا يترك الإسلام إلا بعد دراسة عميقة و تردد وحيرة ومقارنة حتى يتخذ قراره . لأن تارك الإسلام يعرف مسبقا ما سيتعرض له من مخاطر و حرب من اقرب الناس له فكيف بالمجتمع المغسول دماغه بشامبو الشيوخ ؟
من الملحدين من تخصص بدراسة الإسلام وحصل على شهادات اكاديمية عالية في علوم القرآن ومقارنة الأديان ومع ذلك لم يقتنعوا بالإسلام .
على المسلم ان يفهم ان ما يقتنع هو به لا يلزم به الآخرين وعليه ان يفهم انه يوجد أناس كثيرون يعلمون عن الإسلام أكثر منه ويفهمون العقائد والشريعة والحدود وتاريخ الإسلام وسيرة النبي دون ان يؤمنوا بها . وليس هناك اي مبرر للمؤمن ان يتهم من يترك الإسلام بالجهل ونقص المعرفة لأن الملحدين أكثر معرفة وثقافة بالدين من المتدينين ولم يتخذ قرار الأرتداد عن الدين إلا بعد دراسة عميقة به.
لا يحتاج لمن يدرس الإسلام الى شهادة دكتوراه في علوم الإسلام و القرآن . فهي ليست معقدة وصعبة الفهم وتحتاج الى شهادات عالية . العديد من المسلمين تركوا الإسلام لأنهم رأوا أنه لا يقدم دلائل كافية على وجود الله بسبب الأخطاء العلمية والتاريخية التي يعج بها القرآن . او بسبب المنظومة الأخلاقية الدينية وما تتضمنه من التفرقة بين الناس واحتقار وامتهان للمرأءة واحتقار وكراهية من يعتنق لدين آخر غير الإسلام .
نكتفي بما جاء اعلاه رغم وجود كلام كثير آخر لتفسير لماذا يترك المسلم الإسلام .
صباح ابراهيم
13/2/2023