
الكاتبة العراقية د ميسون البياتي
ظاهرة النينيو والنينيا
د. ميسون البياتي
ظاهرة النينيو والنينيا El Niño and La Niña
هما مرحلتان متعاكستان لدورة مناخيه عالميه تحدث بشكل طبيعي تُعرف باسم التذبذب الجنوبي النينيو ، أو
ENSO
باختصار. يؤثر هذا التذبذب على هطول الأمطار ودرجة الحراره وأنماط الرياح في جميع أنحاء العالم ، وتحدث نوبات النينيو والنينيا في المتوسط كل بضع سنوات وتستمر لمدة عام أو عامين تقريباً
الأمم المتحدة تحذر من أن ظهور ظاهرة النينيو هذا العام يمكن أن يزيد بشكل خطير من مشاكل الاحتباس الحراري في عام 2024 واحتمال تزايد ظاهرة النينيو المناخيه في الأشهر المقبله ، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحراره العالمية وربما تسجيل معدلات حرارة غير مسبوقه
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة
United Nations World Meteorological Organization
إنها تتوقع بنسبة 60% ظهور ظاهرة النينيو بحلول نهاية تموز المقبل وأن تتطور بنسبة 80 % بحلول نهاية ايلول
ويلفران موفوما أوكيا Wilfran Moufouma Okia
رئيس قسم خدمات التنبؤ المناخي الإقليمي بالمنظمه Regional climate prediction services division
صرّح للصحافه من جنيف: ستغير ظاهرة النينيو والنينيا أنماط الطقس والمناخ في جميع أنحاء العالم
ظاهرة النينيو ، وهي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويرتبط عادةً بزيادة الحراره في جميع أنحاء العالم ، وكذلك الجفاف في بعض أجزاء العالم والأمطار الغزيره في أماكن أخرى ، حدثت آخر مرة في 18- 2019 ومنذ عام 2020 ، تعرض العالم لظاهرة النينيا الطويله بشكل استثنائي الذي انتهى في وقت سابق من هذا العام
ومع ذلك ، قالت الأمم المتحده إن ال 8 سنوات الماضية كانت الأكثر دفئاً على الإطلاق ، على الرغم من تأثير التبريد في ظاهرة النينيا التي امتدت لنصف تلك الفترة تقريباً والتي لولاها لكان الحر الذي ضرب العالم أكثر سوءاً
أما بيتيري تالاس Petteri Taalas
رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة فصرّح في بيان لمنظمته بأن ظاهرة النينيا كانت بمثابة كبح مؤقت لارتفاع درجات الحرارة العالمية وأن على العالم أن يستعد لتطور ظاهرة النينيو الساخنه وقال إن الوصول المتوقع لنمط الاحتباس الحراري سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع جديد في الاحتباس الحراري ويزيد من فرصة تحطيم معدلات الأرقام القياسية السابقه لدرجات الحرارة وفي هذه المرحلة ، لا يوجد ما يشير إلى قوة أو مدة ظاهرة النينيو التي تلوح في الأفق , كان النينيو الأخير يعتبر ضعيفاً جداً ، لكن ما قبله ، بين عامي 2014 و 2016 ، كان يعتبر من بين الأقوى على الإطلاق ، مع عواقب وخيمه
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن عام 2016 كان أحر عام مسجل بسبب الضربة المزدوجة لعوامل الجو ونشاط البشر , فقد كان النينيو قوياً للغاية يضاف الى الاحترار الناجم عن أنشطة الإنسان من غازات الاحتباس الحراري , وقالت إنه نظراً لأن تأثير ظاهرة النينيو على درجات الحرارة العالمية يحدث عادة في العام الذي يلي ظهوره ، فمن المرجح أن يكون التأثير أكثر وضوحاً في عام 2024
ويلفران موفوما أوكيا فقال : نتوقع زيادة خطيرة في درجات الحرارة العالمية في العامين المقبلين
أما تالاس فسلط الضوء على أن الوصول المتوقع لظاهرة النينيو يمكن أن يكون له بعض الآثار الإيجابية في بعض اماكن العالم ، مشيراً إلى أنه قد يجلب فترة راحة من الجفاف في القرن الأفريقي والآثار الأخرى ذات الصلة بالنينيا لكنه قال إنه يمكن أن يؤدي أيضا إلى مزيد من الظواهر المناخية المتطرفة مثل حرائق الغابات مشدداً على الحاجة إلى أنظمة إنذار مبكر فعالة للحفاظ على سلامة الناس
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه لا يوجد حدثان مماثلان لظاهرة النينيو والنينيا وتعتمد آثارهما جزئياً على وقت وقوعهما من العام ، وأن المنظمه وخدمات الأرصاد الجوية الوطنية ستراقبان التطورات عن كثب
تتكرر الظاهره كل سنتين إلى سبع سنوات ، وعادة ما تستمر من 9 إلى 12 شهراً وتبدأ بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في المنطقة الإستوائيه وسط وشرق المحيط الهادي فتهطل أمطار غزيره في أجزاء من جنوب أمريكا الجنوبية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى ، بينما تحدث موجات الجفاف الشديدة في أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من جنوب آسيا وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي ، يمكن للمياه الدافئة أن تغذي الأعاصير في وسط وشرق المحيط الهادئ ، بينما تعيق تكوين الأعاصير في حوض المحيط الأطلسي
للظاهره تأثير مهم على مناخ نيوزيلندا لكنها تمثلا اقل من 25% من التفاوت الحاصل دونها في نيوزيلندا من هطول للأمطار الموسميه ودرجات الحراره . مع ذلك يمكن أن تكون آثارها كبيره عندما ترتفع درجة حرارة المياه من سواحل امريكا الجنوبيه بالقرب من الإكوادور وبيرو
يحدث الاحترار عندما تضعف التيارات البحريه التي تحمل السفن ، وتصل المياه الدافئة من غرب المحيط الهادئ باتجاه الشرق . نتيجة لذلك ، يمكن أن تنخفض درجات حرارة البحر في أقصى غرب المحيط الهادئ إلى أقل من متوسط معدلاتها . ذلك يؤدي الى حدوث حركه عموديه في الهواء تسمى
دورة ولكر Walker Circulation
بسبب برودة الحراره السطحيه لشرق المحيط تزداد كثافة الهواء فتتكون غيوم ركاميه رعديه كثيفه حول استراليا وجنوب شرق آسيا التي ستهطل فيها الأمطار , لكن الأجواء ستتحسن في بيرو وشرق المحيط الهادي
خلال ظاهرة النينيو تواجه نيوزيلندا رياح أقوى أو أكثر تواتراً قادمه من الغرب في الصيف ، مما يساعد على الجفاف في المناطق الشرقية والمزيد من الأمطار في الغرب. في الشتاء ، تميل الرياح إلى أن تهب أكثر من الجنوب من القطب المنجمد الجنوبي صاعدة الى كندا عبر نيوزيلندا ، مما يتسبب في انخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء طريق مرورها . في الربيع والخريف ، تكون الرياح الجنوبية الغربية أكثر شيوعاً
وبينما نعرف نتيجة ظاهرة النينيو والنينيا بسبب البيانات المسجله عنها ، لا توجد ظاهرتان متشابهتان فكل منها يأتي مع مجموعة فريدة من الخصائص المناخية ، وبالتالي فهي تؤثر على الطقس بشكل مختلف
د. ميسون البياتي