ميشيل كيلو
حدث أن رجال الأمن العسكري اقتحموا بيتي، وبنادقهم موجهة إلى صدري، وصدر زوجتي. عندما طلبت من الضابط إبراز أمر قضائي باعتقالي، تطبيقا لنص الدستور الذي أصدره النظام نفسه، قال لي: “دستور شو ولا (…)، شو نحنا بسويسرا”. وحين حاولت زوجتي الاعتراض على عبثهم بالمنزل، هدّدها بالاعتقال. بعد أيام، حاول أحد أصدقائي معرفة مكاني وتهمتي، من صديقٍ له يعمل في المخابرات، فزجره وهدّده بالاعتقال، إن هو كرر غلطته، وذكر اسمي على لسانه، أنا الذي اعترفت في التحقيق أنني جاسوس إسرائيلي. أخيرا، أمضيت فترة سجني، من دون أن أعلم شيئا عن أسرتي أو تعرف شيئا عني، ومن دون أن تزورنى أو تتواصل معي غير مرة واحدة. وبما أنني حاولت محو أمية بعض السجناء، سجنت في زنزانةٍ منفردةٍ وعذّبت شهرا، بتهمة تعليم من يريد النظام إبقاءهم جهلة، كما أخبرني مدير السجن ساخرا. لم أقدّم إلى محاكمة بطبيعة الحال، وحين أعطاني الفرع الذي سجنت فيه ورقة
تقول إنه لم يجد أدلة كافية لإدانتي، سألت عن سبب بقائي معتقلا أكثر من عامين، فشتمني رئيس الفرع وأعلمني أن تكرار سؤالي سيوصلني إلى سجن تدمر الصحراوي، ثم طلب مني إرسال برقية شكر لحافظ الأسد، لأنه عفا عني، مع أن الورقة التي تثبت براءتي كانت في يدي.