Oliver كتبها
-الإيمان المسيحي مبني على الإيمان بالثالوث.حين نعتمد بإسم الآب و الإبن و الروح القدس أي بالثالوث نصير مسيحيين و بغير ذلك لا نكون مؤمنين.ليسوا ثلاثة آلهة بل إله بثلاثة اقانيم .الله الواحد خلق الإنسان علي صورته. فلذلك للإنسان الواحد ذات غير منقسمة تتكون من ثلاثة أقانيم أوعناصر جوهرية متحدة معاً ( الروح- الجسد – الفكر أو العقل )بالثلاثة يكون إنساناً واحداً و بدون أحدهم لا يكون إنساناً كاملاً.إن فهم عقيدة الثالوث هو إقتراب مهيب للإنسان نحو معرفة الله و إقتراب مفرح للإنسان نحو معرفة ذاته.
– من غير إيماننا بالثالوث لا يمكن أن نقبل تجسد إبن الله و الخلاص الذى أكمله. تجسد أقنوم الإبن ليصالحنا مع أقنوم الآب.اللوجوس أو الفكر الإلهي يصالحنا مع الأبوة في الثالوث لنحيا البنوة بروح البنوة.العقل الإلهي يتوسط ليجمع بين القاضي و المقضي عليهم.كان المسيح علي الأرض يمثل لنا الآب و يقدمه لنا و يمثلنا قدام الآب و يقدمنا له.لذلك هو الوسيط الحق.التجسد ترجم محبة الآب للعالم في المسيح .لا يمكن الإيمان بالمسيح دون الإيمان بالثالوث .التثليث معرفة إلهية متاحة للمسيحي وحده و لا توجد إلا في إنجيل المسيحيين.بل لن يصبح الإنجيل إنجيلاً لو خلا من الإيمان بالثالوث ,هذا الإيمان بالثالوث المقدس في الإنجيل هو الأرض الخصبة التي عليها تنزرع و تنمو و تثمر كل الكلمات الإلهية في الإنجيل و بدون هذه الأرض لن نحصد شيئاً.لا إنجيل بدون الثالوث.لا خلاص و لا أبدية و لا حياة بغير الإيمان بطبيعة الله مثلثة الأقانيم متحدة الجوهر.الخارج عن معرفة الثالوث خارج عن معرفة الله بالحقيقة.
– لا يمكن فهم الثالوث إلا بالثالوث.فالروح القدس يعلمنا أن المسيح هو الرب.تعليم الروح القدس ليس بالوعظ و الشرح بل بسكناه فينا. يغير حدود العقل و تنفتح النفس على الطبيعة الإلهية حتي الشراكة بيننا.الروح القدس يجلب المسيح للنفس فيتحقق وعد المسيح ها أنا معكم كل الأيام و إلي إنقضاء الدهر.
– لولا الروح القدس ما عرفنا المسيح و لولاه ما تعلمنا الإنجيل لأن الروح هو الناطق في الأنبياء و مصدر الوحي لهم.لولا الروح القدس ما صارت لنا السرائر الإلهية و لا كنا نفهم مقاصد الله في حياتنا.لولا روح الله ما وصلنا دم المسيح غافر الخطايا و صانع الكفارة.لولا الروح القدس ما كان أحد مع الله يحيا أو في طريقه يتحرك و يوجد.الروح الأقنوم الثالث هو روح الله و سكن فينا ليكون روحاً لنا فإشتركنا فيما كنا عنه عاجزين بدون الروح القدس.من غير الروح القدس لا نعرف مخاطبة الله و لا مشيئته و لا نملك خلاصنا.
– الآب هو فاتح الملكوت قدامنا.هو صانع الوليمة الأبدية.الآب هو بداءة كل شيء و كل شخص في الوجود.هو بداءة الحب و الخلق و الوجود.لا يعني هذا أن الآب سبق الإبن و الروح القدس في الوجود لكن هذا يعني تخصص الآب في كل البدايات لكن الإبن فيه و الروح القدس بغير سبق أو تأخر.الثالوث متحد منذ الأزل و إلي الأبد. الآب هو الذي أرسل لنا الإبن.بدون معرفة الآب لا توجد حياة أبدية.بل معرفة الآب هي الحياة ذاتها.لأنها تعني الوجود معه إلي الأبد.فالمعرفة لا تعني معلومات عقلية تضاف إلي الإنسان بل تعني شركة داخلية في كيان الإنسان ترفعه حتي إلي السماويات.المعرفة تتحول إلي أنفاس و نسمات و حياة.
– فإذا كان الآب مخطط خلاصنا و الإبن صانع خلاصنا و الروح القدس واهب الخلاص لنا فكيف بدون الثالوث نعرف الله؟و كيف نكتفي بمعرفة الله بدون هذا الإقتراب المبهر إلي طبيعته.سكني الروح القدس و خلاص المسيح أهلنا ليس للحديث مع الله فحسب بل للنظر في أعماق الطبيعة الإلهية لنقبل و نتمتع بمعرفة كيان الله الواحد مثلث الأقانيم.لذلك من يطلب معرفة الثالوث فليقتن طبيعته أولاً لتنغرس فيه المعرفة الحقة.
-طبيعة الثالوث محبة و قداسة و نور و سلام.جمال و قوة و عدل و حق.بر و مجد و فرح و شبع و سلطة.الإقتراب من هذه الصفات هو إقتراب إلي الثالوث. من يميل قلبه من هذا كله تنكشف له اسرار الثالوث.لا يحتاج شرح من الناس لأنه يتعلم الطبيعة الإلهية بالإتحاد.لا يحتاج لغة البشر و منطقهم بل يقتني عين السمائيين فيدرك اي إله يعبد ,لأن الأبدية إستمتاع بكل ما للثالوث الأقدس .الملكوت هو إتحادنا بالثالوث.الأبدية هى زوال جميع العوائق عن معرفة الطبيعة الإلهية.من هنا لا توجد مسيحية بغير الإيمان بالثلوث الأقدس.لإن الإيمان بالثالوث القدوس هو الإيمان المسيحي نفسه.