
صيف ساخن ينتظر #دمشق
صيف ساخن ينتظر #دمشق
ماذا بعد قمة جدة و مصير الأسد نظامه؟
بقلم د.إيدي كوهين
ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان قام بتثبت وجوده في قمة جدة أمام العالم كقائد عربي استثنائي يقود دولة عربية إقليمية مهمة للغاية تمتلك ثقلًا ووزنًا دينيًا واقتصاديًا وماليًا وعسكريًا وسياسيًا.
سذج وحمقى أولئك الذين لا يعطون المملكة العربية السعودية حقها وقيمتها ووزنها في عمق السياسة العربية والإقليمية والدولية. وسذج أولئك الذين يظنون أن المملكة تبتعد عن تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية متناسين أن المملكة هي الشريك الأول لواشنطن في العديد من الملفات والقضايا وسذج أولئك الذين يستخفون بالقوة العسكرية للمملكة التي تشتري وحدها سنويًا نصف الصناعات العسكرية الأمريكية.
في قمة جدة أثبتت المملكة للعالم ولادة قائد وزعيم استثنائي شاب طموح ذو عقل منفتح معتدل ومرن وسياسي من الطراز الرفيع استطاع جمع قادة دول العرب تحت سقف واحد وتنظيم ديناميكي رشيق جديد لا تعتريه الخطابات الطويلة المملة وفوق ذلك استضاف في سابقة من نوعها الأضداد فالعدو الأول لموسكو “زيلينسكي” وجهًا لوجه مع الحليف الأول ل بوتين”الأسد”.
سأكشف للقارىء العربي والسوري خصوصًا ولأول مرة بعض المعلومات حتى يفهم الجميع أهمية الخطوة السعودية وحتى يدركوا مدى شجاعة وجرأة ولي العهد السعودي.
يدرك ولي العهد وقيادته جيدًا مبادىء وقواعد العمل السياسي والمشاورات السياسية مع شركائها من الدول الفاعلة في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة ولم تحدث هذه القمة وبكل تفاصيلها وأبعادها إلا بناءً على مشاورات ونقاشات امتدت لشهور وكان أحد نتائجها مااعتبره البعض انفتاحًا على الأسد ونظامه واعادة التطبيع معه.
على الجميع أن يدرك أن الأسد كان ومازال أكثر المذعورين من الخطوة السعودية ولم يسافر إلى جدة إلا رغمًا عنه ومخاوفه قبل السفر جسدها بطلب ضمانات لأمنه الشخصي من أطراف متعددة وقام بعزل عدد من الضباط الكبار المحيطين حوله لشكوكه فيهم بعد إدراكه أن مجموعة من دائرة كبار الشخصيات الأمنية والعسكرية في نظامه يضمرون له الشر بعد تيقنهم أنه أرسل للإدارة الأمريكية لائحة بأسماء 54 شخصية منهم ليضحي بهم ويحملهم مسؤولية المجازر والجرائم لينجو هو برأسه.
كان الأسد أمام خيارين لا ثالث لهما إما الذهاب الى جدة والرضوخ للشروط رغمًا عنه أو عدم الذهاب والذي يعني التهرب و التعرض لضربات عسكرية موجعة للغاية ووصول قوى عسكرية من عدة دول حتى مشارف العاصمة السورية خلال أقل من 24 ساعة.
الأسد امتثل للخيار الأول وجازف وحاول إظهار نفسه بمظهر القوي المنتصر بخطابه (الذي أعده له فريق عمل على مدار أسبوع )رغم أن فرائصه ترتعد.
سيعمد الأسد للمراوغة والتسويف ومحاولة الاحتيال على الشروط واتباع نهج التقية لكنه لن يجد أمامه إلا حزمًا فهناك عدة قرارات دولية لا بد وأن تنفذ وأولها القرار الدولي 2254 وقانون الكبتاجون وقانون آخر سيظهر للعلن تحت عنوان قانون حفار القبور عن المقابر الجماعية في سورية ودون أن ننسى موضوع الأسلحة الكيماوية.
لا خيار أمام الأسد سوى تسليم السلطة لمجلس عسكري في المرحلة الانتقالية يتم فرض اسماء اعضاءه على الاسد فالولايات المتحدة وحلفائها لن يعترفوا بأي حكومة يقودها الأسد فهناك القانون الذي برز قبل قمة جدة بيومين بهذا الخصوص والذي سيعاقب كل من يطبع مع الأسد ولا خيار أمام إيران وعصاباتها سوى الانسحاب من سورية وبهدوء فالتدخل العسكري المشترك لقوى عربية واقليمية قادم لا محالة. ولن يكون هناك دعم مالي واقتصادي واعادة بناء قبل تلبية الشروط فالمفتاح الاقتصادي ورسن الأسد بيد المملكة وحلفائها.
تسليم الأسد للائحة لاسماء قيادات عسكرية وأمنية وتحميلها المسؤولية لمحاسبتها لن ينجيه من المحاسبة وإيران لن تقف مكتوفة الأيدي إن شعرت للحظة خيانة الأسد لتحالفها معه وكما أنهت حياة الرئيس اليمني عبد الله صالح ستفعل مع الأسد.
المملكة لم ولن تنسى الاساءات التي تفوه بها معتوه دمشق ولا يمكن لعاقل ان يقتنع ويصدق بأن المملكة العربية السعودية يمكن ان تلطخ سمعتها و تاريخها و مكانتها في الاقليم و العالم باستقبال مجرم كبشار الأسد ما لم يكن في جعبتها ما يعزز مكانتها و سمعتها و تاريخها في نهاية الأمر ومن يعمل بالسياسة يدرك أن السياسة تحتاج صبرًا وأن السياسة بنتائجها كما لا يمكن أيضا ان يفكر اي شخص عاقل بأن الامير محمد بن سلمان و القيادة السعودية قصيرو نظر ليفكروا في تجاوز دماء ومعاناة ملايين السوريين دون أن يكون في جعبتهم تحضيرًا لوضع نهاية للنفوذ الايراني ولانجاز تاريخي سيسجل للامير الشاب في رسم نهاية مأساة هي الأخطر في المنطقة ووضع نهاية لتدفق المخدرات.
سورية خلال الأيام والاسابيع القادمة على موعد مع مفاجآت متسارعة وستشهد صيفًا لا أشك أبدأ أن سيكون صيفًا ساخنًا وللغاية.