
صورة ارشيفية لمقاتل من العصور القديمة
صلاحُ الدين .. السلطانُ الناصر أم السَفّاحُ الناحر؟
(بقلم د. يوسف البندر)
لما قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية عام 567 هجرية، وجد في قصر الخلافة من الأمتعة والآلات والثياب والملابس والمفرش شيئاً باهراً وأمراً هائلاً، والأعلاق النفيسة، والياقوت واللؤلؤ! ومن ذلك سبعمئة من الجواهر، وقضيب زمرد، وحبل من ياقوت، وإبريق عظيم من الحجر المانع! فأما القضيب الزمرد فإن صلاح الدين كسره ثلاث فلق، فقسمه بين نسائه!
وقسم بين الأمراء شيئاً كثيراً من قطع الياقوت والذهب والفضة والأثاث، ثم باع ما فضل عن ذلك! وأرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد من ذلك، هدايا عظيمة نفيسة، وكذلك أرسل إلى الملك نور الدين في الشام من ذلك جانباً كبيراً، منه ثلاث قطع من الذهب، مع لآلئ كثيرة، وستون ألف دينارٍ!
وقسم صلاح الدين القصر الشمالي بين الأمراء فسكنوهُ، وأسكن أباه (نجم الدين) في قصر عظيم يقال له اللؤلؤة! وقد استولى صلاح الدين على مكتبة القصر الفاطمي، فأحرقها وألقاها على جبل المقطم، ثم فرّق بعض الكتب التي صُودرت من مكتبة القصر على كبار علماء وأنصار دولته! وأمر أن يُفرّق بين الرجال الفاطميين والنساء ليكون ذلك أسرع إلى انقراضهم!
وفي عام 569 أرسل صلاح الدين أخاه الى اليمن، فالتقى بأهلها فقاتلهم وهزمهم وقتل ملكهم، وكانت المدينة ذات أموال جزيلة، وذخائر جليلة، فنهبها الجيش وسلبها الغزاة!
وأرسل صلاح الدين إلى الملك نور الدين في الشام بهدية وتحف هائلة، منها مئة عقد من الجواهر المثمنات، وقطع الياقوت، والفصوص والثياب الفاخرات، والأواني والأباريق والصحاف الفضيات، والخيول المسومات، والغلمان والجواري الحِسان، وعشرة صناديق مثقلات مختومات، فيها ألوف من الذهب المصري المعد للنفقات!
هؤلاء هم أبطالنا ورموزنا، الذين نفتخرُ بهم، ونعتزُ بتاريخهم، ونتبجحُ بأفعالهم، يعيشون في القصور، ويرتدون الحرير والاستبرق والديباج، ويستحوذون على الذهب والفضة والياقوت واللؤلؤ، ويتبادلون الهدايا النفيسة، والتحف الثمينة، والخيول والأواني، والغلمان والجواري!
هؤلاء هم قدوتنا، الذين نقتدي بهم، ونحذوا حَذوهم، ونقتفي آثارهم، يغزون ويقتلون وينهبون ويسلبون ويسبون، ويحرقون الكُتب والمكتبات، ويفرّقون بين الرجال والنساء ليتم انقراض نسلهم! وضياع ذريتهم، وبتر سلالتهم!
لقد خدعونا كهنة الدين، ودلّسوا علينا لصوص المعابد، لقد احتالوا ودجّلول وزوّروا وزيفوا. أما حان الوقت لنصحوا من غفلتنا، ونستيقظ من نومنا، ونخرج من غيبوبتنا؟ أما حان الوقت أن نقرأ ما سطّرته أسفار التاريخ، وما دونته الأقلام، وحملته القراطيس، وسجلته الصحف!
أما حان الوقت أن نتحدث عن جرحٍ عميق، أقضّ مضاجعنا، وأدمى قلوبنا، عسى أن يطَّلع عليه جراحٌ بارعٌ، ويجد له دواءً ناجعاً، وعقاراً نافعاً، وعلاجاً شافياً؟
أما حان الوقت أن نكتب لأجيالنا ما حدث فعلاً، بلا تمويه وخديعة، وما فعله أسلافنا بلا غش وتلاعب، وما اقترفه أجدادنا بلا مُكر ومداهنة! ليبنوا مستقبلهم بعيداً عن الغزو والقتل، والسلب والنهب، والسبي والإماء!
دمتم بألف خير
المصادر:
كتاب البداية والنهاية/ ابن كثير/ الجزء الرابع عشر/ الطبعة الثانية 2010/ دار ابن كثير/ دمشق – بيروت
كتاب الكامل في التاريخ/ ابن الأثير/ الجزء التاسع/ دار الكتاب العربي 2012/ بيروت – لبنان.
كتاب الروضتين/ أبو شامة/ الطبعة الأولى 2002/ دار الكتب العلمية/ بيروت.
كتاب صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية/ علي محمد الصلابي/ دار المعرفة.
ملوك العرب والمسلمين الان هم خير خلف لخير سلف يحتفظون بالاموال والقصور والمجوهرات اليسوا من اتباع قثم ملوك الخليج والقذافي والاسد وصدام هذا هو الاسلام خمس الخزينة لهم يعتبرون البلد الذي يحكمونه ملكهم الخاص والشعب عمال لديهم